فارس اللواء
باحث عن أصل المعارف
    
المشاركات: 3,243
الانضمام: Dec 2010
|
الرد على: جدلية العلاقة بين الحداثة والتصوف في الفكر العربي الإسلامي
نستكمل
مكامن الحداثة في الفكر العربي الإسلامي:
أ- في القرآن الكريم:
تكمن حركة التحديث في التصوف الإسلامي كحركة أدبية وكلامية وعقلية نشأت في الإسلام من خلال مراحل التصوف, وتجدد معاني التوحيد الحقيقي عن طريق المعرفة أو الحب, سواء عن طريق اعتياد الزهد أو عن طريق طقوس الوجد المؤدي إلى الغياب عن الحضور, حيث كان القرآن لكل مسلم وللصوفي خاصة « قاموسه الجامع بلا منازع, ومرجع كل علومه, ومفتاح تأملاته الكون», هكذا قال"
لويس ما سينون".20
ولقد لعب الصوفية دورا هاما في تطور وتحديث علوم القرآن, فطريقتهم في التفسير شاملة, من المعنى اللغوي البسيط إلى التأويلات المصاحبة للرموز والصور الإستعارية, دون لأن يكون هنا إنكار للمظهر الخارجي لكلمات القرآن.21
2-في الفن:
عرف التاريخ الإسلامي عددا كبير من الطرق الصوفية كالقادرية و الرفاعية والسهر وردية والشاذلية البدوية والدسوقية والمولوية والنقشبندية والبكتاشية و اليونسية, وقد أنقرض بعض هذه الطرق وبقى البعض الآخر, ودلائل الحداثة في الفكر العربي الإسلامي تتضح لنا في هذا المجال مما كتبه حجة الإسلام "أبو جامد الغزالي" في كتابه "إحياء علوم الدين" في الحديث عن الطرق الصوفية والسماع لاسيما في المجلد الخامس. لكن في عصرنا الحالي غالت بعض الطرق في استعمال هذه الوسائل التي أنتجها عصر الحداثة التقنية والتكنولوجيا, مما جعل الطرق تميل على الغاية المقصودة من وجودها.
وإذا أردنا الوقوف عند بعض الفنان العرب الذين تأثروا في فنهم بالأبعاد الصوفية من كلمة ولحن وسلوك رغم عدم كونهم زهاد أو صوفية بمعنى الكلمة, نذكر الفنان السوري "بشار بن زرقان" الذي بذل جهدا كبيرا في إحياء الشعر الصوفي من خلال قصائد ( ابن الفارض, ابن عربي, ورابعة العدوية...), وموسيقى الشعر الحديث؛ وإلى جانب هذا جمع الفنان موسيقاه بالفن التشكيلي لتبرز لنا العلاقة القوية والمنافسة بين التصوف والحداثة.
يتبع
|
|
01-05-2012, 01:52 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}