فارس اللواء
باحث عن أصل المعارف
    
المشاركات: 3,243
الانضمام: Dec 2010
|
الرد على: جدلية العلاقة بين الحداثة والتصوف في الفكر العربي الإسلامي
نستكمل
جدلية العلاقة بين التصوف والحداثة:
أ- العلاقة بين الشعر الحداثي والتجربة الصوفية:
أن التجربة الصوفية أسهمت في تفعيل المخيال الشعري, وأزكت روح الغموض فيه, وفصلت العرفانية على البرهانية والإشراق على التذكر, رغما ما يجمعهما وهو التمرد على سلطة العقل؛ والمفكر "أدونيس" كرس خطابه الشعري والنقدي لتقويض سلطات ثلاثة تتحكم في الوعي العربي سلطة (النص الديني- النص التراثي- العقل السياسي ), لذا يقول الناقد الجزائري "سفيان زدادقة" أن المفكر "أدونيس" عمل بأسلوب قائم على تفكيك الهوة بين النص والواقع نقدا – وهذا من منطلق آلية من آليات الحداثة الغربية ألا وهي آلية التفكيك- وأخطر ما عمله "أدونيس" هو نقله للخطاب الصوفي من دائرة الإلهي إلى دائرة الإنساني, مطوعا إياه لينسجم مع خطاب الحداثة السريالية ومبادئها.
ويرى الباحث"منصور إبراهيم" إن كل من الصوفية والحداثة الشعرية تبحثان عن غايات مشتركة, منها الدعوة إلى الصفاء والنقاء, فالمتصوفة والشعراء استعملوا اللغة الشعرية الإيحائية, وذلك للتعبير عن تجاربهم وأحوالهم ومقاوماتهم كل بمجاهداته الخاصة به, وبذوقه وباتصاله وبانفصاله, بل أن التكرار وهو من مميزات الشعر الحديث سمة لازمة في أوراد الصوفية وأذكارهم.22
كما أن لكلا منهما الصوفي والشاعر معاناته وقلقه, وبحثه المتواصل عن العدل والحقيقة, ولكل منهما تأمله ومكابدته واغترابه ووحدته, وترقيه للحظة الإلهام أو التجلي, بل أن هناك من رأى أن أهل الفن كأهل الطريق, وفي كليهما معاناة داخلية وصراع مع الذات للوصل إلى عمق التجربة...لكن الشاعر يتعمق الوجود كما يتعمقه الصوفي, وهنا يلتقيان وربما سمى المفكر والفيلسوف صوفيا بهذا المعنى أيضا, بمعنى إن الصوفية إذا كانت هي عمق التجربة؛ فكل صاحب تجربة ورؤية عميقة في الفن والحياة والدين, لذا فالمفكر والفيلسوف هو متصوف بهذا المعنى.23
يتبع
|
|
01-05-2012, 03:16 PM |
|