مدار الارض حول الشمس

مسار الارض حول الشمس ليس مسارا ثابتا ثباتا مطلقا ، كما قد يتصور المرء، انه يتغير. والكثير من العوامل تعمل على تغيير هذا المسار وبالتالي المسافة التي تفصلنا عن الشمس. المد والجزر احدى هذه العوامل. هذه الظاهرة نعلم علاقتها بالقمر، غير ان القليل من يعلم انها تؤثر على العلاقة بين الارض والشمس ايضا. حركة البحار تؤدي الى كبح حركة الارض وتسبب ابتعادها عن الشمس ولكن في الواقع التأثير قليل للغاية، إذ ان مسافة الابتعاد عن الشمس لاتتجاوز ميكرومتر في السنة. ذلك يعني انه على مدار مليون سنة تبتعد الارض عن الشمس بمقدار متر واحد. ومن حيث ان المسافة بيننا وبين الشمس 150 مليون كيلومتر، فإن هذا التغيير لايظهر له تأثير.

على انه يوجد عامل اخر له تأثير اكثر وضوحا ويعمل ايضا على ابعاد الارض عن الشمس. الشمس تخسر على الدوام جزء من حجمها إذ انها تحصل على طاقتها من خلال عملية الالتحام، حيث الحجم يتحول الى طاقة. بذلك تخسر الشمس كل ثانية 4،6 طن من وزنها. هذا الرقم قد يبدو كبيرا ولكن الضياع قليل للغاية بالمقارنة مع وزن الشمس الذي يصل الى 1,989 مضروبة بعشرة مرفوعة الى الثلاثين، كيلوغرام. الشمس تخسر على مدى عمرها فقط 0،1 بالمئة من وزنها. غير ان هذه الخسارة كافية للتأثير على الارض، إذ ان ذلك يعني ان جاذبية الشمس تصبح اضعف قليلا. لهذا السبب فالمسافة بين الارض والشمس تزداد بضعة سنتيمترات في السنة الواحدة، اي الف مرة اكثر من تأثير المد والجزر. هذا التغيير في المسار من الكبر بما يكفي بحيث انه على المدى الطويل يمكن ان يعني ان الشمس لن تبتلع الارض عندما تتحول الشمس الى عملاق احمر بعد خمسة مليارات سنة، والذي سيؤدي بالتأكيد الى ابتلاع الزهرة والمريخ.