عزيزي
ان سقوط حزب البعث ( الذي فرض نفسه القائد الوحيد للمجتمع والدولة) وعلى افتراض حظره تنظيميا لايعني على الاطلاق منع اتباعه من التصويت للعلمانيين. وانا على ثقة انك اخذت هذه النقطة بعين الاعتبار ومع ذلك ترى انتصار الاصوليين الاسلاميين.
بالتأكيد لايكفي ذلك للخوف من الاسلاميين وادانة سلطتهم، غير ان هذا الطرح يكفي للبرهان على ان حزب البعث في السلطة بدون اية شرعية على الاطلاق، فهو ليس فقط لايمثل الاكثرية ( متجاوزين انه لايملك اي صفة شرعية اطلاقا) بل وحتى من المشكوك فيه ان الاقليات ستقوم بإختياره.
ان غالبية اعضاء حزب البعث اليوم انتسبوا للحزب لاسباب معاشية وليس عقائدية، فالحزب استولى على التوظيف لاعضائه وحتى على فضل النشاطات التجارية الحرة المهمة.
وفي الواقع لايوجد حزب بعث في سوريا اساسا، إذ ان النخبة الحاكمة الغت الحزب منذ زمن الاب القائد الذي انقلب على رفاقه ووضعهم في السجون وحول الحزب الى جهاز دولة لعبادته شخصيا.
والاعتراف اليوم انه بعد اربعين عاما من حكم حزب علماني عقائدي اصبحت سوريا تنتفض مطالبة بإسقاط هذا الحزب وتبديله بالاخوان المسلمون، هو ذنب يتحمله اداء النخبة الحاكمة نفسها التي صادرت الدولة والمجتمع والشعب لصالحها وحولتهم الى عبيد مهانون.
ومهما كان الامر، فإن تقديراتك لاصحة لها وخاطئة، فالاصل ليس في وصول الاخوان الى السلطة وانما في بناء دستور توافقي يعترف بالمواطنة وحقوقها ويحرم التمييز على اساس الجنس او الدين او المذهب او الطائفة او الانتماء الاثني ويجرم انتهاك الحقوق ويعترف بملكية الشعب للسلطة والتشريع. وعلى هذه الاسس ليس هناك من مخاطر من وصول حتى الاخوان الى الحكم