(01-02-2012, 12:46 PM)علي هلال كتب:  المؤامرات والخدع ظاهرة طبيعية بين البشر بل والحيوانات من قديم الأزل منها ما تأخذ وقتا طويلا ومنها ما تكون ظرفية سريعة , ولكن أن تكون مستديمة أبدية كالتي بين ذرية آدم وذرية إبليس مثلا فهو شئ صعب التصديق خاصة ان الثبات ليس من طبيعة الكون وما يجري فيه , ربما الثبات هو التكرارية والتشابه في كل شئ , تنطوي نظرية المؤامرة على مفهوم الشر ضد الخير , ونظرا لأن كل شخص او مجموعة ترى في نفسها الخيرية وفي غيرها الشرور فتعتقد ان الطرف الآخر يحيك لها المؤامرات ولكن لا ينظر لنفسه ايضا انه هو نفسه يحيك المؤامرات لذاك الطرف سواء بافتراض ان الطرف الآخر عدو او طمعا في نفسه , يعني سواء كان يعتبر نفسه خيرا فمن باب أخذ الحذر او لو كان طماع وجشع . أفهم ان الطرف القوي والباغي هو من يعتقد ان الطرف الضعيف هو من يدبر المؤامرات والخطط للانتقام من القوي , لكن ان يعتقد الطرف الضعيف ان القوي الذي هو باغي عليه اصلا يدبر له المؤامرات !! ولم وهو لا يحتاج وهو يؤذيه مباشرة ! يذكرني ذلك بإفَّيه "ما تقدرش" في مسرحية "الهمجي" , يعني هذا غرور وخداع للذات وحجة البليد كما نقول . أتسائل لماذا نفسر كل شئ بالمؤامرة والطرف القوي الفاسد لا يحتاج لها لانه يطبق مباشرة ولا يحتاج لخطط او كلام بل افعال ! ولو تأملنا أكثر سنجد اننا نحن من نحيك المؤامرات لهم لا هم فنحن من اسلاميين وعروبيين وقوميين نسعى وننادي بالامبراطورية الكبرى (باختلاف شكلها ونظامها) لنقضي على تلك الشرذمة ونرميهم في البحر بل وربما نستعمر دولا أخرى وننتقم والكرة تصبح في ملعبنا !

المؤامرة بحسب ما أفهمها ويفهمها الناس هى أن يظهر لك المتأمر خلاف ما يبطن , فهو يظهر لك الخير ويبطن لك الشر , وبما أنك تعترف أن الطرف القوى باغى ويؤذى الطرف الضعيف مباشرة فهذا صحيح فى بعض الصراعات المسلحة المباشرة كالصراع العربى الاسرائيلى , لكن فى بعض الصراعات الأخرى فهى صراعات من تحت لتحت , والا ماكان هناك داعى لوجود أجهزة المخابرات فى الدول التى تعيش حالة سلام ولا تدخل فى صراعات عسكرية مسلحة .

يخصوص الجزء الأخير من كلامك عن أننا من نحيك المؤامرات لهم لأننا ننادى بالأمبراطورية الكبرى لنقضى على تلك الشرذمة ونرميهم فى البحر , فبحسب ما ذكرت لك سابقا أنه لا توجد مؤامرة أهدافها معلنة , فما دمنا نعلم أننا نسعى للأتحاد وتكوين أمبراطورية والعالم كله يعلم بذلك فتلك ليست مؤامرة , هذا هدف مشروع يسعى له العالم كله , فالعالم كله يتكتل الأن ويتحد ولم يتهمهم أحد بأنهم متأمرون , وهو حقنا أن نفكر فى ذلك , تتجلى صور المؤامرة اذا فى العمل على افشال هذا المشروع دائما منذ أنشاء جامعة الدول العربية وللأن , فالناظر للعلاقات العربية - العربية الحالية ومايسودها من فرقة وتشرذم بالرغم من أن ما يجمع العرب من لغة مشتركة ودين مشترك ودم مشترك وعلاقات نسب ومصاهرة وعدم وجود حواجز جغرافية طبيعية ... الخ , فلابد أن يعتقد بوجود مؤامرة هدفها دائما أفشال هذا المشروع لأنه يهدد مصالح الدول الكبرى , وكانت حرب أكتوبر خير دليل على تهديد تلك المصالح , ولك أن تتخيل كيف يتحكم العرب فى الملاحة الدولية بسيطرتهم على أهم مضايق العالم وهى جبل طارق - باب المندب وخليج عدن - هرمز الى جانب أمتلاكهم 60% من أحتياطى النفط العالمى و 25% من أحتياطى الغاز الطبيعى بخلاف المعادن , كذلك يمتلك العرب ثروة بشرية هائلة ولديهم عقول ساهمت فى صنع الحضارة المعاصرة , فلك أن تتخيل لو حدث أتحاد فيدرالى عربى بحكومة مركزية واحدة فهل يقبل العالم ذلك أم يرفضه , وهل ينتظر الى أن يحدث ذلك أم يعمل على وأد الفكرة فى مهدها !!

طبعا فى تلك الحالة لا يحتاج العرب الى رمى تلك الشرذمة فى البحر , لأن تلك الشرذمة وقتها أما أن تفر بجلدها من تلك المنطقة أو ستموت " خنقا " فى مكانها .