وما العيب فيما تنقله يا صديقي ؟ الأمر كله لا يعدو عن كونه " وساطة " و " سفارة " بين الجامعة العربية والنظام السوري عن طريق مشعل فإن نجح نسب النجاح له " كالدور المصري في صفقة شاليط " وإن فشل الأمر نسب لمن كان سبباً في هذا الفشل وهو النظام " كحال الوسيط الألماني في صفقة شاليط أيضاً " .

وأنا مدرك تماماً بأن النظام وحلفائه يحاولون توريط حماس في هذه الأزمة بان يجيروها لخدمة النظام الأسدي لتشتيت الهجوم عليهم وإستغلال ورقة المقاومة الفلسطينية وحتى لا يظهر الحلف على أنه حلف مذهبي قائم على الرابط المذهبية " حزب الله والنظام السوري والمالكي وإيران " لا الرابطة الوطنية والأخلاقية والمبادئية ، وأنا مقتنع تماماً بأن حماس ستصاب ببعض " رشات النجاسة " هنا وهناك ، فمن يجلس في مستنقع من الدماء لن ترش عليه الورود والرياحين .

لكن صمود حماس طول هذه الفترة وبقائها على الحياد وعدم تدخلها في الشأن السوري وفشل النظام السوري في انتزاع ربع موقف منها " عندما طلب النظام من حماس أن توقع على البيان الذي اصدرته عدة فصائل كرتونية لدعمه رفضت الحركة ذلك " وفي نفس الوقت كان أنصارها يدافعون عن الثورة بكل شراسة وللمفارقة فبعض أبناء حماس كان لهم دور في دعم صفحات الثورة السورية والترويج لها إعلامياً دلالة واضحة على نضح الحركة السياسي وتحليها بالمسؤولية الكاملة حول مكانتها وضرورة ابعاد القضية عن اي شأن داخلي .. أنظر لموقف هنية وهو يعبر عن الشعور الداخلي اتجاه الشعب السوري - المقطع مصور سراً - " هنا "

طبعاً هذا حساب سياسي ممتاز ومفروض علينا فرضاً لكوننا ضعفاء في زمن الأنجاس ، بينما الأصل والمبدأ أن الدم المظلوم واحد سواء في فلسطين أو في سوريا أو في مصر أو السودان أو الشيشان أو البوسنة ولا فرق بين دم ودم ، فأينما كان الظلم فذلك مرفوض من كل حر وشجاع .