عزيزي رفيق،

هاي الهوية السورية، وما يشبهها من هويات أسستها اتفاقيات دولية لا تعنيني بشيء، أنا يعنيني الإنسان الساكن في هذا البلد المتعرض لظلم النظام الحاكم فيه.

موضوع امبراطورية العثمانيين، هاي لا هي دولتي ولا دعوت الناس لها، على أنها دولة حقيقية تأسست لدواع داخلية ولم تنهر إلا بحرب عالمية تألبت فيها عليها الحلفاء، وليست كنظامك البائس الذي تم تأسيسه بقرار دولي، وسيتم إنهاؤه بقرار دولي أيضا. الدولة العثمانية هي دولة في تاريخ منطقتنا، لا أذكر يوما أني طالبت بإحيائها ولا رغبت بعودتها. ليس لكره في الأتراك لأني أحبهم كما أحب العرب، بل لأن الدولة هذه أثبتت فشلها. بدون ما أتفلسلف فلسفات بعثية أو انفصالية انعزالية.

شية إني إسلاموي هاي اسمها فذلكة لغوية، لأن النسبة في اللغة العربية لا تشبه النسبة في اللغة الفرنسية، وموضوع ايسلاميست وايسلاميزم ما بزبطش عندي إني أترجمه لإسلاموي وإسلامي، هاي لغة مو صح. بعدين شو الفرق عزيزي بين الإسلامي والإسلاموي؟ يعني الإسلامي عم ينادي بدين محمد بن عبدالله، والإسلاموي بنادي بدين خالتو؟؟
الإسلامي في تعريفنا، هو من يتخذ عقيدة الإيمان بالخالق المدبر كعقيدة سياسية. هاي باختصار، بدك التفصيل بنشرحلك التفصيل من هون لسوق الحميدية. وبدك نوصل معك لدرعا كمان بنوصل.

نيجي لموضوع القانون، لك أهلين قانون، وينو هاد القانون يللي عم تقول عنو؟ إن كان الدستور ذات نفسه عدلوه بربع ساعة حتى يركب على مقاس ولي العهد، ليش على حظي أنا ما بيزبط؟ لأن ما عندي شبيحة ولا مافيا؟ شوف هاد القانون ما بيلزمني ولا بخصني، ولا هو شرعي.

موضوع حشرتونا يا عزيزي بنقوله للعسكر لأنهم حشرونا في هاي الخانة، وهذا الكلام ليس محصورا بالعصابة من آل الأسد، بل يعم أيضا القذافي وعبدالناصر وصدام، وسائر المتقافزين على كراسي الحكم من العسكريين. طبعا لا يعني هذا أن حكام "الممالك" مستثنيين، لكن الآخرين وضعهم غير، الآخرين كانوا أصرح في الفجور من العسكريين، وأعلنوا أنفسهم مالكين للبلاد والعباد وتوريثهم مقاليدها للأولاد جهارا نهارا، ويللي مو عاجبو يعقد حواجبو، أما العسكرتاريين، فأعلنوا التقدمية والديمقراطية، بس لا تقرف، وأعلنوا الطموحات العريضة الأريضة، حتى أكلوا بعقول الناس حلاوة، ورموهم في أحلك المسالك.

طيب نيجي للشيخ الحسون، هاد الشيخ الحسون خائن بنص الحديث الشريف، مات ابنو، مات أبوه، ماتت خالتو، يبقى خائنا لا ريب. لأن الحبيب المصطفى جعل كل من يقف على أبواب السلاطين من العلماء خائنا، سواء كان هذا السلطان علي بن أبي طالب أم عمر بن الخطاب أم الحجاج بن يوسف أم حافظ الأسد. وقوف العالم على باب السلطان زعرنة ينبغي أن يرمى العالم عليها بالبعر. وقد ينطبق هذا على البوطي لأنه منافق عليم اللسان، لكن لا ينطبق على الحسون لأنه لا يفقه شيئا فيما أرى.

طيب نيجي لآخر سلافة، وهي تهمتك لي أني صديق للقتلة.

عزيزي، أنا ضد القتلة في كل مكان، لذلك أعادي نظامك المجرم الكذاب في دمشق، وأعادي بنفس الدرجة نظام حمد بن خليفة ومن عاونه، وأعادي نظام إيران، وأعادي بنفس الدرجة نظام المالكي ونظام البشير ونظام علي عبدالله صالح، فأي قتلة أنا صديقهم؟ هاي تهمة تشبيحية القصد منها تكبيل يديّ أثناء الحوار ولا يصلح أن تعيدها. شوفني إيمت وقفت مع نظام استبدادي، سواء يلبس اسم الإسلام كذبا وزورا، أم يلبس ثوب القومية والوطنية، أم يلبس ثوب الممانعة والصمود والتصدي وسائر العلاك المصدي.

عزيزي، انت ما في شي اله مصداقية عندك إلا "إلى الأبد يا ما بعرف مين الأسد"، وأنا سأشعر بالحاجة لمراجعة نفسي لو صار لي عندك مصداقية، وما بهمني تقتنع أم لا، بالعكس كويس أن لا تقتنع حتى يبقى لتشغيل مخي مبررا، حتى أكتب للقارئين هنا ما ينفعهم، فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.. عزيزي كان الأولى بك أن تغضب لقومك حين خلّعت أظافر أطفالهم بدل أن تأتي تدبج المقالات في التسبيح للظالم والشكر له.

عزيزي، أنا لم أضع هويتي الشخصية في أي مكان، لذا لا يمكنك أن تجزم أنني قانونيا لست بسوري أم أني سوري، فلا تعرض لهذا مجددا لأنه فضول ودخول للمرء فيما لا يعنيه، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، نسأل الله لنا ولك السلامة في الدارين، وحسن العاقبة، والنأي عن الظالمين من آل الأسد ومن شايعهم، ومن جميع الظلمة في كل مكان.