لا شك ولا ريب ان المعارضة السورية بعد التفجيرات الانتحارية اصبحت خارج المشهد تماما
ولأن الصراع بعد التفجيرات اخذ شكله الحقيقي مع الاعداء الاصيلين لسوريا وبالتالي فشل الوكيل السوري المعارض او العربي والاقليمي الراعي لها
فلا المعارضة السورية نجحت في تجييش الشارع السوري او حتى اثبات تمثيله (عدا عن حماقاتهم المميتة وانقساماتهم المضحكة المبكية)
ولا خصوم سوريا خاصة (اعراب الخليج والاتراك الجدد) نجحوا في مهمتهم التي اوكلت اليهم دوليا
اليس من المضحك ان يهاجم (نزيل نهاريا حمد الاول ) مهمة المراقبين العرب التي اجترحها واختار اعضائها بنفسه ؟
وبالتالي كل الخيارات العدائية ضد سوريا على تنوعها الاعلامي والامني والسياسي قد بائت بالفشل (وأي فشل )
التفجيرات الانتحارية الأخيرة في دمشق على دمويتها واجراميتها ليست سوى إشارة دالة على حالة الفشل التي وصل إليها أعداء سوريا وانكشاف عورات المعارضة وبعدها عن الواقع الموضوعي لمطالب الشعب الحقيقية
فلا المال القطري نفع
ولا التسليح التركي واللبناني الامريكي نفع
ولا الحرب الإعلامية المستعرة نفعت
ولا التدريب والمناطق الخلفية الآمنة لمجموعات التخريب (الحر) نفع
ولا مواصلة التحريض والدفع نحو الاحتراب الطائفي نفع


بالتأكيد التفجيرات ليست من صنع المعارضة السورية ولا هي من تدبير النظام ولا يقول بذلك الا فاقد لعقله
انما السؤال لماذا الاصرار على هذه السرديات الاتهامية السخيفة للمعارضة لفعل التفجيرات الانتحارية ومحاولة لصقها بالنظام ؟
لست في صدد الشك او الدفاع عن النظام بالتدبير لان بطلان الاتهام يغني عن ابطاله ولا حتى اتهام المعارضة لانهم اصغر من الذهاب ذاتيا الى الخيار الانتحاري خاصة وان ذهاب المعارضة السورية الى الارتماء باحضان الخارج والاعتماد عليه كليا ليست من علامات الصحة الثورية او السوية العقلية حتى
ويكفي الاستماع الى تناقضات برهان غليون او رغي مأمون الحمصي للتأكد من عدم السوية العقلية لاكثر المعارضين
الانتقال الى التفجيرات الانتحارية يعني الانتقال الى النموذج الامريكي المعتمد في العراق بادوات الهبل الاسلامي الوهابي العظيم ، وهذا ما لا تريد المعارضة السورية الاعتراف به رغم انه لا يعنيها بالاتهام لكن لا يعفيها من تحمل المسؤلية الاخلاقية على الاقل بالاعتراف بالخطأ اليومي لحراكهم ، او تحمل دفع الثمن ، ثمن فشل معارضتهم كون العدو الخارجي لسوريا وان كان داعما للمعارضة لكنه غير معني بدفع ثمن فشل المعارضة ولا حتى ثمن فشله فهو ليس سوريا اولا واخرا ولا دافع لديه للتراجع عن اهدافه هو وليس اهداف المعارضة
لهذا تصر المعارضة السورية بكل صفاقة وهبل واستخفاف بعقول من يدعون تمثيلهم ان النظام هو من دبر التفجيرات
ودام لكم هبلكم المعارض