يا زملائي الأعزاء:
الخير والشر هما محض كلمات ترمز إلى مستويات نسبية من الإدراك الإنساني للكون المُلاحَظ. إذا كنت كسول أدبياً وغير مهتم اجتماعياً, يمكنك الأخذ كمقياسك للخير الاستعمالات الاجتماعية الجارية. إذا كنت عديم الإحساس روحياً وغير تقدمي أخلاقياً, قد تأخذ كمقياسك عن الخير التقاليد والممارسات الدينية لمعاصريك.
الفرد الأعمى روحياً الذي يتبع منطقياً إملاء عِلمي, واستعمال اجتماعي, ومعتقد دِيني يقف في خطر شديد لتضحية حريته الأخلاقية وخسارة تحرره الروحي. تلك النفـْس مقدرة لتصير ببغاء ذهني, وأتوماطون (محرِك تلقائي) اجتماعي, وعبد إلى مرجع دِيني.

يجد الإنسان التطوري صعباً ليستوعب بملء مغزى الشر, والغلط, والخطيئة, والإثم وليدرك معانيها. الإنسان بطيء ليشعر بأن كمال ولا-كمال متباينان ينتجان شر مُحتمَل؛ بأن حق وباطل متنازعان يخلقان غلطة مُربكة؛ بأن الموهبة الإلَهية لاختيار مشيئة حرة تتأتى في نواحي متفاوتة من خطيئة وبْر؛ بأن التتبع المثابر للألوهية يؤدي إلى ملكوت الله بالتباين مع رفضه المستمر, الذي يؤدي إلى مجالات الإثم.

الإله لا يخلق شراً ولا يسمح بخطيئة وتمرد. الشر المُحتمَل موجود زمنياً في كون يضم مستويات متفاضلة لمعاني وقيَّم كمالية. الخطيئة مُحتمَلة في كل النواحي حيث كائنات غير كمالية موهوبة بمقدرة الاختيار بين خير وشر. ذات الحضور المنازع للصدق وغير الصدق, الواقع والزور, يؤلفان احتمالية الغلط. الاختيار المقصود للشر يؤلف خطيئة؛ والرفض المتعمد للحق غلط؛ والمتابعة المداومة لخطيئة وغلط هي إثم.
"الشر هو التعدي الغير واعي وغير المقصود على الشريعة الإلَهية, مشيئة الله. الشر هو بالمماثلة قياس عدم كمال الطاعة إلى مشيئة الله.
يصير الشر واقعية خبرة شخصية فقط عندما عقل أخلاقي يجعل الشر اختياره.
"الخطيئة هي التعدي الواعي, وبمعرفة, وبقصد على الشريعة الإلَهية, مشيئة الله. الخطيئة هي قياس عدم الرغبة ليُقاد إلَهياً وليوَّجه روحياً.
"الإثم هو التعدي الإرادي, والمقرِر, والمتشبث للشريعة الإلَهية, مشيئة الله تعالى. الإثم هو قياس الرفض المستمر لخطة الله المُحبة لبقاء الشخصية.