استعنا على الشقا بالله،

عزيزي رفيق،
حين اغتصب حافظ الأسد السلطة، اتبع سنن المجرمين من قبله، وهو الضغط على المجتمع حتى يوجد حالة من عدم الأمن تجعل بطشه بالمعارضين مبررا، ويصير الحديث عن ردود الفعل التي أدى قمع حافظ الأسد إلى بروزها، حديثا عن جرائم ضد الإنسانية ينبغي تسليط السلاح ضدها.

على فرض صحة أحداث الثمانينات برواية النظام، فإن النظام قد قام فيها بالتعامل مع حماة بأهلها وكأنهم فريق مخالف، وأقام فيهم ما يخجل تيمورلنك أمامه، ويستحي هولاكو من فظاعته، أتحدث وأنا سمعت شهادات من شهداء أحياء، منهم من كبار السن الذين لا لهم بسياسة ولا بأيدولوجيا، وآخر مرة سمعوا فيها بسياسة كانت سياسة الخيل.
النظام قام بمجزرة في حماة، تصغر أمامها أحداث مدرسة المدفعية وتصير شيئا عيب ذكره. لا سيما وأن من قضى في أحداث المدرسة عسكريون، ومن قضى في حماة هم مدنيون.

طبعا لا يفهم من ذلك أنني أؤيد ما حدث في المدرسة، ليس لبراءة الجهاز العسكري من مصائب سوريا، بل لأن التغيير لا ينبغي أن يكون له أن يتم إن كان ميليشياويا، التغيير يكون مع الأمة وبمنأى من العسكر وزعرانتهم، واستجابة العسكر للتغيير يكون تبعا لانتمائهم للأمة وليس من خلال مواقعهم العسكرية.

طبعا كل الأحداث أنا أنسبها للنظام لما سلف ذكره، ولأن النظام أراد إقصاء معارضيه من العلويين، وتجييش الباقين تحت رايته، لم يكن أنصار صلاح بن جديد قد انقرضوا بعد، ولم يشعر العلويون بالخطر كطائفة بعد ليجدوا مبررا أن ينزلوا تحت خيمة النظام.


نيجي لموضوع الوطن الذي تريدني أن أؤمن به، معلش اجر الكر بهيك وطن إن كان لا يقوم إلا على اضطهاد الإنسان، الوطن ليس إلا كومة من تراب يشخ عليها الإنسان، الإنسان هو الأساس وهو الأصل فإن كان محترما كان هذا الوطن بيت كرامة واحترام، وإلا فهو ليس إلا مشخة غنم. لا تحدثني عن الإيمان بالوطن لأنه لا يساوي عندي إظفر طفل في درعا.

بعدين بدكوش تبطلوها هاي شية انت مؤمن بالوطن، وانت مؤمن بالعروبة؟ يعني صارت عتيقة هالقصص، وأكلتوا بعقل العالم حلاوة كفاية فيها.

باقي الكلام تفاصيل مملة، ملخصها أنك ومن يكتب معك خلف المعرف من جهاز نظامك المتهاوي يعتقدون أنني أمثل الإخوان المسلمين وأقبض من حمد وبندر وضراب السخن، وهي تفاصيل سخيفة تثير الإقياء والإسهال وأشياء أخر يعف المقام عن ذكرها.