ابن سوريا

في المشاركة رقم 16 من هذا الموضوع.

و هذا الأسلوب الذي تشخصن الحوار فيه في مداخلتك الأخيرة هنا غير مقبول. فلا الزميل رفيق و لا غيره أغبياء. و ليس من اللباقة في شئ أن تقول أنك تتسلى بزملائك! لو كان لديك فهما لكيف تفكر الأقليات و لماذا هذا هو موقفها لاستطعت التعامل معهم بمنطق و عقلانية و اجتذبتهم الى صفك بدلا من هذه الشخصنة و السخرية. لكن العجز عن ذلك يدفع الى الهجوم عليهم لنظهر بمظهر الأقوى و الفيصل و الحكم. الثورة ليست عملا سياسيا و لا عسكريا فقط بل عمل فكري و "فهم ضرورة" على راي سارتر. ما انك فاهم هالضرورة ما حاجة تطول لسانك على غيرك على الأقل. فأنت لم تجري له اختبار ذكاء حتى تخلص الى أنه غبي و أنت عبقري زمانك.

فرات
لماذا تصر أني أقف مع النظام أو مع أي نظام رجعي سواء عربي أو عالمي؟؟؟؟
كوني أعترض و أنتقد المعارضة أغلب الأحيان لا يعني أني مع النظام. و كوني لا أتكلم عنه كثيرا فلأن الموقف منه مفروغ منه و لا داعي أظل أعيد و أزيد. القضية قضية مبدأ مثلها مثل الموقف من أمريكا و الصراع الطبقي.
لكن ربما يلتبس عليك الأمر لأني أميل الى قول "اللي الي و اللي علي" بينما أنت لا تريد الا سماع مهاجمة النظام.

ربما أنت تعتبر دعمي "لمواصلة الضغوط على النظام الى أن يصل لمرحلة يقبل فيها بالحوار" دفاعا عن النظام. لا يا عزيزي. فهذا دفاعا عن سوريا كلها و تجنبا لجحيم حرب أهلية و تدخل أجنبي أعارضه. أنت تريد أن ترى الأمور بطريقة معينة و تصنفني بطريقة غير عادلة. و لا يقض هذا لي مضجعا. و آي دونت كير. نعم النظام من أحقر الأنظمة العربية على الاطلاق لكني لن أدفع بسوريا الى الجحيم لأتخلص منه و أكون كمن اشترى دولارا بمليون دولار. الأمور تؤخذ في سياقاتها و ليس بالاطلاق و لا بالأسود و الأبيض. أنا أفضل انتقالا سلميا للسلطة حتى و ان استغرق ذلك وقتا أطول. حين يقتل التدخل العسكري خمسين ألف سوري فلن يعودون. أن نخسر الوقت أفضل مليون مرة من أن نخسر الحياة الانسانية التي لا تعوض. ثم انك ترى المعارضة و عجزها حتى عن حل مشاكلها فهل ستستطيع حل مشاكل سوريا و العبور بها سلميا الى الغد؟ لا يمكنها هذا فحتى هذه المعارضة تحتاج وقتا أطول للنضوج السياسي و حتى لا تدفع بسوريا الى داحس و غبراء طائفية أو يحدث ما حدث في مصر.

بالنسبة "لوجهات النظر" هذه لم أقلها. أنت الذي فسر ردي و هذا ما طلع معك. و ارجع للموضوع و تأكد. أنا كنت أقول أن الصراع السياسي على الأرض تحكمه و تديره و توجهه مصالح و ليس أخلاق.

نقطة أخيرة
أحيانا أكتب لأدفع الكاتب لاعادة النظر في كلامه لأني أرى عنده تناقضات و لا يكون كلامي تعبيرا عن موقف. ما بعرف اذا بتنتبهوا لهذه المسألة أم لا.

و بس