(01-13-2012, 07:19 PM)Rfik_kamel كتب:  زميلك أزهري واع ومتحضر وأنتم بصراحة نقطة في بحره وللأسف ليس لديكم سوى الشخصنة لضعف الحيلة.

الزميل فارس يستطيع أن يتعامل وبسهولة مع من يخالفه فكريا أوسياسيا لأنه أوعى وأكبر من الأمور الصغيرة .

والله يا فارس أنت تذكرني بزميل عمل كنا ندعوه ب"الحجي" وهو من أكثر الناس الذين تأثرت بهم في حياتي وكان الجميع يحبه ويحترمه
عندما يأتي الزميل فارس بأي رابط أو رأي لا يعني بالضروة موافقته على الموضوع بحرفيته بقدر ما يعرض وجهة النظر الأخرى وهذا ما يزعج الثورجية لأنه لا علاقة لمعظمهم بالقراءة

أنزلت الرجل منزلة لا يستحقها يارفيق أكرمكم الله

أخي الكريم أجزم لك بأن الغالبية العظمي من النخبة المثقفة والرشيدة في عالمنا العربي غير راضية بما يحدث في سوريا منهم من يطرح رأيه ومنهم من يخفيه مهابة الناس والألسن وأولئك هم الأغلبية ولكن ببحثهم عن الحلول سيأتي وقت ما وسيطرحون فيه آرائهم دون خشية من أحد..

الثورة السورية لها نقطة قوة واحدة ترتكز عليها ألا وهي قيامها ضد نظام معروف سلفا بأنه نظاما دكتاتوريا أجرم في السابق عدة جرائم ، له إنجازات يعرفها ويعترف بها البعض ولكنها لا تعفيه عن مسئولية قيام الدولة الديمقراطية التي أصبحت مطلبا للجميع دون استثناء..

للعلم أنا واخد دورة صحفية في مركز المدينة للإعلام والنشر في مدينة 6 أكتوبر محل إقامتي بمصر..وقبل ممارستي لهوايتي في الكتابة والبحوث الفكرية والسياسية والشرعية كنت أهوي الأخبار وأنقلها لمحرري جريدة كلمات ولموقع إخوان أكتوبر..والخبر الصحفي لدي له وظيفة تتعدي إيصال الفكرة إلي تبني مرجعية وتأصيل لمبادئ وهذا ما أعمل له..وهناك من الأقلام في النادي ما تفقه هذه السياسة أما من لم يفقهها فأعذره إلي حين الصدام الفكري والذي يتعدي حدوده في بعض الأحيان إلي تطاول..حينها أُقر بأن الطرف الآخر لا يمارس الحوار بل يحاول فرض رأيه والتعنت والتشبث به دون أدني مفاصلة..

لو تتذكر مشروعي القديم الخاص بتقويم وترشيد الثورة السورية..كنت حينها مؤيدا للثورة ناقدا لها من باب الارتقاء..هذا المشروع توقعت فيه بحوالي أكثر من 70% من أحداث اليوم وتصورت وقتها -في شهر يونيو الماضي- تصورات كنت أراها رأي العين وكأنها ماثلة أمامي..وإلي الآن أري أن الوضع مرشح للتصعيد إلا في حالة واحدة فقط وهي الضغط علي المعارضة لقبول الحوار تمهيدا لإنهاء الأزمة...ولكن حدوث ذلك لن يأتي إلا بمرور الوقت وخاصة بعد استنفاذ كافة أوراق القوة وآخرها تأمين الجماعات المسلحة وتوسيع عملها ومناطق نفوذها عبر الضغط علي النظام من جهة لجان المراقبة أو التشكيك بها وبالتالي الضغط علي الجامعة لاتخاذ قرارات..ولكن أيضا هذه الورقة ضعيفة جدا ومن يرتكن إليها يجهل طبيعة النظام التي اعتادت العمل في أجواء الضغط..

خلاصة ذلك أنني أري هذه المرحلة ليست مرحلة تنظير فلا أظن أن الوقت يسمح الآن بهذا النوع من المفاصلات الذهنية بل هو وقت المواجهة ..لم أعد أري أي قيمة لجدالات الأخوة فالجميع اصطف وعمل علي تحديد توجهاته سلفا..أستثني منهم من لم يشاركنا النقاشات منذ بداية الأحداث..ولكن في خضم ذلك أأسف لمن يملك وجهات نظر إقصائية من بعض الأقلام التي تتحدث عن الدولة المدنية وحاجة المجتمع للسِلم بينما أراهم يشجعون علي العنف والإرهاب..نحن ندين النظام وندين جرائمه ولكن هم يرفضون أي كلمة إدانة ولو صغيرة هامشية في حق الجماعات المسلحة أو تصور نتائج عملها علي المستوي الداخلي والأقليمي..

لذلك أنا مقتنع جدا إن اللي بيحصل دلوقتي هو مواجهة صريحة بين الواقع والخيال..بين المبادئ وعدمها..بين الشعارات والحلول الجذرية..بين القوة والضعف..بين الإصلاح والخراب...قد يكون لبعضهم وِجهة نظر أخري وأحترمها بالطبع ولكن صدقا فقد رأيت في هذه النظرة واقعا مُعاشا وعليه بنيت قراري وتيقنت إلي ظهور ما هو أقوي..وانا شاكر جدا لثقتكم الغالية