من أكثر حجج مؤيدي النظام سخفا وسخافة في مواجهة الثورة السورية قولهم أن الثورة مدعومة من الامريكيين!....رغم انه مر أكثر من 10 اشهر والنظام يقتل المتظاهرين العزّل ويسفك دماء السوريين الا انه ومع ذلك لم تتحرك امريكا الا بشكل خجول ومخزي وسوف يبقى صمتها هذا وصمة عار في تاريخها.
امريكا تريد ان تقنعنا انها فشلت في استصدار قرار ادانة تافه من مجلس الامن بسبب فيتو روسي صيني،ونحن نعرف جميعا ان امريكا لو ارادت استصدار القرار،فانها سوف تنتزعه من بين عيني بوتين وبيجين!،والامر ليس بدعة بالنسبة لامريكا ففي العراق طوّعت الامم المتحدة كلها لصالح بساطيرها،كما أن الامثلة كثيرة اخرها كانت ليبيا التي كانت روسيا تمانع التدخل فيها فرفعت أمريكا ومن ورائها الغرب اصبع الــfinger لروسيا وقالت لها :"بلطي البحر".
اما حكاية ان الثورة السورية صهيونية،فمن يرد على هذا الكلام أحد اركان النظام نفسه وهو رامي مخلوف حينما قال في مقابلته مع النيويورك تايمز ان امن اسرائيل من أمن النظام،كما ان الداعم الاقوى للنظام رغم كل الجرائم التي ارتكبها هي اسرائيل،وظهر دعمها للنظام جليا حينما سمحت لدباباته محاصرة درعا وهي مدينة تقع على مرمى حجر من اسرائيل،المضحك في الامر حقا أن اسرائيل لم يخطر ببالها ان الاحتجاجات ومحاصرتها قد تكون جزء من مسرحية اعدها نظام الصمود لتكون عملية تضليل استراتيجي تهدف الى تحرير الجولان،بل سكتت وهي ترى دباباته قادمة من كل انحاء سوريا لتحاصر درعا التي تقع على مرمى حجر منها!
اسرائيل لا تنفي ذلك والرعب في اسرائيل يسيطر على صنّاع القرار فيها بسبب كابوسهم بسقوط النظام البعثي الاسدي في دمشق،والتحليلات في هآرتز تقول ان بشار هو الديكتاتور المفضل لاسرائيل فنظام مثل هذا وفر عليها ملايين الدولارات في حماية حدودها!!...(وهذا أقل شيء فعله النظام لاسرائيل) بالتالي فمن الصعوبة بمكان بالنسبة لها ان تفرّط به.
وبعد كل هذه الحقائق الدامغة ياتيك شخص من مؤيدي النظام ويقول لك :"حمد وموزة وكلنتون"....بشرفك ما بتستحي على حالك وانت بتحكي هيك حكي وتحاول اقناع الاخرين انك تملك ذرة من العقل!..يعني هل غروب الشمس من الغرب يخضع "لخلافات في وجهات النظر"؟...أي عندما يأتي شخص ويقول لك:"الشمس قد تشرق من الغرب" فتدخل معه في نقاش معتبرا ان ما يقوله وجهة نظر فهل انت فيك عقل؟..دخولك في حوار مع شخص من هذا النوع معناه أنك شخصيا مشكوك في عقلك!
ان يكون هناك شعب يموت على العلن وامام العالم لمدة 10 اشهر والعالم يتفرج،ومرة يدين ومرة يستنكر ومرة يبتكر حجج فهذا ليس معناه الا اننا امام سيناريو تكراري لردات الفعل على الحروب الاسرائيلية ضد غزة او ضد الجنوب اللبناني!....يعني بصيغة أخرى العالم كله يدعم اسرائيل في قتل الفلسطينيين...لذلك لا يتحرك...وتبتكر الدول فيما بينها لعبة تبادل ادوار في مجلس الامن مرة روسيا تعطي فيتو ومرة امريكا تعطي فيتو وتكون اسرائيل بهذه الاثناء قد قضت على الفلسطينيين....وهو نفس الامر الذي يقوم به الغرب مع النظام السوري.