الدوني بكل تأكيد هو الذي يرى أمته وشعبه يعيش ثورته فيختار طريق الجلاد ويخون وطنه.
أنت بأعماقك ترى ذلك وتعلم ذلك علم اليقين، ولكنها المكابرة والعناد التي تودي بك إلى التهلكة. وتعميك عن طريق شعبك، وعن تحسس الثورة.
فالكثيرون في التاريخ لم يلتقطوا اللحظة التاريخية وأصبحوا خارج التاريخ، للأسف البعض يعتقد أن صورة الثورة هي كما قرأوها في الكتب ناصعة البياض، أو العدو كما في الكتب أيضاً شديد السواد.
العالم أعقد من ذلك، وأجمل، إنه معقد، إنه في الشارع .. والناس ليسوا رعاع أبداً. بل أناس يعيشون بكل أحاسيسهم وجوارحهم.
بينما أنتم تعيشون خارج الأرض والتاريخ في قوقعات منعزلة.
وستزدادون انعزالاً، لأنكم بين الناس صفراً مكعباً.
ولا أفهم سبب رغبتكم في الحديث عن الناس وأنتم تحتقرونهم؟! دعوا الناس والبلاد بحالها إن كنتم تحتقرونهم بهذا الشكل.

وبالنهاية أكرر بالحقيقة الهامة، الدوني هو ذاك الذي يرى ثورة شعبه فيتجنبها ويبصق عليها ويسجد للطاغية.. ويستغرب حين تبصق أمته بوجهه وترديه "قميئاً".