أحب أن أوضح نقطة فنية ربما لا يعرفها كثيرون .
الأفخاخ أو الأشراك الخداعية أو ما يطلق عليها البعض قنابل التي أشار إليها هيكل بثمرة المانجو التي أعدها جمال عبد الناصر و حملها السادات و استخدمها مبارك ضد المهدي !، هي ما يعرف علميا بالعبوات المبتكرة .explosive devices improvised أو للإختصار IED ، وهي أنواع من الأشراك الخداعية الغير نمطية - تميزآ لها عن نوع آخر قياسي سابق التجهيز يطلق عليه explosive ordinance- و هي تعد بشكل خاص كي تنفجر في الهدف و تقتله أو تبتره وفقا للغرض . هذا تخصص نادر في بعض الجيوش و هناك قواعد صارمة في إعدادا و استخدام تلك الأشراك الخاصة ، و عادة تستخدم بواسطة أجهزة استخبارية ، يبقى أن أبسط القواعد هي أن تلك العبوات - لحساسيتها و خطورتها المفرطة حتى أثناء الإعداد و التداول - تجهز و تنقل و تستخدم بواسطة متخصصين محترفين ، فلا يعقل أن ينقلها نائب رئيس جمهورية ، و يستخدمها الرجل الثاني في القوات الجوية وقتها ، هذا لا يحدث سوى في خيال خصب و لا يقوله سوى من يفترض في محدثه البلاهة (هذا كلام له خبيءٌ معناه ليست لنا عقولُ ) كما قال أبو العلاء المعري .
يبقى أنه من غير الواضح كيف يذهب مبارك متخفيا في زي سوداني من طائفة المهدي إلى جزيرة " أبا " و يقنع المهدي بتناول المانجو ،و كيف تنفجر فيه دون أن تقتله فقط تسبب له الإسهال مثلآ !. هذا تهريج لا يقوله عاقل أو حتى مهرج ، فكيف يقيم عليه إنسان نظرية كاملة عن اختيار مبارك نائبا للسادات ، لأنه يجيد تقليد السودانيين أو عصر المانجو ( شفا و خمير ) !.

---

(01-19-2012, 11:04 PM)بهاء كتب:  .........................

*ملاحظة على جنب : أنا أتمنى أن يأتى اليوم اللى اعرف فيه , هو هيكل خبى الأوراق اللى أخدها أو استعارها او سرقها من ديوان رئاسة الجمهورية فى الخارج ليه ؟ يعنى بجد شئ عجيب جدا , كيف يأتمن العواصم الأجنبية واللى اى جهاز مخابرات ممكن يرصد تحركاته والموقع اللى بيخبى فيه الأوراق بسهولة ويسر ...

لو لم يكن لمبارك فضل واحد يذكر , لكان فضله أنه كان شايل عننا الجرابيع دول وأنصاف المفكرين والحرامية. حتى هيكل بقى بينهش فى مبارك , هزلت !

مرحبا بهاء ..
يا صديقي . أبسط واجبات الأمانة هي ألا يحتفظ الإنسان حتى لو كان رئيسا بوثائق الدولة لديه مهما سعى لتأمينها ، فوثائق الدول المحترمة تحفظ و تؤمن بشكل منهجي بالغ الصرامة لا يقدر عليه شخص بمفرده ، فما بالك بمن يعلن بمنتهى الرعونة أنه يحتفظ بوثائق الدولة في الخارج !، هذه بعض مهازل مصر و هيكل دلوعة ماما مصر . يبقى أيضا أن أدنى واجبات الأمانة على أصغر إنسان ناهيك في من يدعي أنه صانع الملوك ، ألا ينشر وثائق سرية أو حتى يتبرع بمعلومات سرية أؤتمن عليها دون الرجوع إلى الجهات الرسمية و استئذانها ،و إلا عد مجرما في حق وطنه و غير أمين عليه .
كل رجل محترم يفعل ذلك بوازع من ضميره هو فقط .
أحب أن أحكي لك قصة قصيرة حدثت لي شخصيا . كنت في دورة دراسية عسكرية خارج مصر ( لعلك تعلم اني ضابط متقاعد من فترة طويلة ) ،و طلب من كل منا أن يعد دراسة ركنية عن جيش من الجيوش فاختار كل ( طالب ) القوات المسلحة لبلاده ،و لكني اخترت جيشا آخر تماما و كان القوات المسلحة للأرجنتين !. و لما سألني المشرف لم لم أختر القوات المسلحة المصرية ، أجبته لأني غير مخول بالحديث عنها ، كنت أعرف أني باختيارالجيش المصري سأحصل على أعلى درجة A+ بسهولة و أنني باختياري الصعب سأبذل جهدا كبيرا لضمان C أو D . هذا الموقف أدى بالفعل أن أكون شخصا غير مريح لقيادة المعهد الأجنبي ( فهذه الدراسات مادة استخبارية يستفيدون منها !) ،و لكنني لم اندم قط ، فهناك من بذل دمه من أجل مصر ،فلا أقل من أفقد بعض الدرجات من أجلها أيضا . بهذه المعايير أرى هيكل صغيرا جدا و يكاد يكون خائنا لو صحت روايته التي سيكون لها بالقطع تفسير ما .