(01-21-2012, 12:00 PM)العلماني كتب:  

(01-20-2012, 06:48 PM)observer كتب:  اي ربيع عربي با رجل؟!!! انه شتاء اسلامي و بامتياز!!!

الغيوم فقط "إسلاموية" ولكن الغيث غيث "علماني ديمقراطي" مهما طال الأجل ...

لا يوجد لدى "الإسلامويين" مشروعاً قابلاً للحياة يستطيع أن يستوعب هذا "الحراك الشعبي الثوري" الدائر في "الوطن العربي"، والذي قوّض حتى اليوم ثلاث ديكتاتوريات وفي طريقه لتقويض الرابعة (اليمن) والخامسة (سوريا).

لقد تجاوزت هذه الثورات "النظريات والأدبيات الإسلاموية" وقطعت عنها أشواطاً بعيدة. وهي، حتى لو جاءت بهؤلاء اليوم إلى السلطة فإنهم لن يستطيعوا ركوب "الخيول العربية الجامحة" ولسوف يتساقطون عن ظهورها بسرعة قصوى. فالحركات "الإسلاموية" قامت في عصر وقوف وركود وجمود الوضع العربي، و"النياق" التي تقترحها كانت مطلباً معقولاً بالنسبة للكثيرين في عصر "راوح مكانك" الديكتاتوري. ولكن هذه "النياق" لم تعد صالحة للركوب في عصر السيارات والمركبات الفضائية التي دشنتها الثورات والحركات الشعبية الجديدة.

أنا متفائل جداً بالمستقبل لأنني مؤمن بأن التاريخ لا يعود إلى الخلف إلا من خلال انتكاسات محدودة المدى(مثل هذه الردة الحضارية الإسلاموية التي عشناها) قبل أن يقف على قدميه ويسير من جديد. مع هذا فأنا أعتقد بأن وقت "النكسات" المحدودة هذه هو الآن، مباشرة بعد الثورات، وهي "نكسات" لا بد منها مع وصول "الإسلامويين" إلى الحكم. ولكن هؤلاء سوف يذهبون كالعصف المأكول خلال فترة قصيرة، ولعلها قصيرة جداً. ولعل "مصر" هي المثال الأنموذجي على هذه "النكسات"، حيث وصل "الخدر" عند معظم شعبها إلى حالاته القصوى، ورأينا هذا في نتيجة الانتخابات. ولكن، "تأثير افيون الدين" لن يدوم ولسوف نرى عما قريب الشعب المصري يتململ في يقظته، وحبذا لو ترك "العلمانيون" "الإسلامويين" يتدبرون الآن أمر السلطان في "المحروسة" وحدهم، فهم ساقطون ساقطون، فهم يحاولون حمل "وزن لا طاقة لهم به" على أكتافهم، ويجب تركهم يكسرون ظهروهم، مع محاولات غير مباشرة لضربهم على ركبهم.

"إنها صبر ساعة" ونهارنا عسل .. "الفنكوش" وصل

العلماني

لا ادري ان كان يجوز لنا ان نسمي الحراك الشعبي، الدائر في الوطن العربي، ثورة؟!!! اذ ان الثورة تستلزم الانقلاب الراديكالي على المفاهيم الاجتماعية و السياسية السائدة، و غالبا ما يكون هذا الانقلاب الفكري نحو الارقى، و هذا لم يحدث في الوطن العربي!!! و كل ما حدث هو انتفاضات شعبية على انظمة فاسدة دون رؤيا عميقة لكيفية معالجة الفساد. صحيح ان كلمة ديمقراطية تأتي على كل لسان، و لكن بشكل ممجوج و سطحي!! اذ ان الغالبية تعتقد ان الاصلاح يكمن في الديمقراطية و التي تعني الية للحكم و صناديق اقتراع فقط، دون الاخذ بالمعنى الاخلاقي للكلمة من مساواة تامة على قاعدة حقوق الانسان و احترام الرأي الاخر!!!
على العموم، بالرغم من قناعتي التامة بان المشروع الاسلامي السياسي، و المستمر باشكال مختلفة منذ اربعة عشر قرنا و الى اليوم، لن ينضب يوما من عقل شعوب الشرق الاوسط، الا انني سأفترض انه في يوم من الايام ستصل هذه الشعوب لا محالة الى خلاصها باعتناقها الديمقراطية على اكمل وجه، و الى ان يأتي ذلك اليوم ستكون الكوارث قد حلت بالاقليات و المثقفين و العلمانيين للحد الذي يمكن معه القول ان الحديث عن ترك الشعوب لمواجهة الانظمة المستبدة ، حتى و لو اتت مكانها مشاريع اسلامية، ترف فكري لا يجوز الحلم به!!!
آمل ان اكون قد وفقت في اضاح الصورة!!!