إستاذي العزيزبهجت حياك الله.

ليست فقط تصريحات سليماني، بل حتى بعض تصريحات نجاد، فيها بعض الرعونة وتفتقد للباقة السياسية. لكن صدقني لايوجد سياسي عراقي واحد، وأكاد أجزم حتى لبناني، يقبل أي توجيه،ولو بالإشارة من قبل قادة إيران.

فالعربي (وخاصة الشيعي)بطبعه عنيد،فمتى ماشعرالعربي بإن هناك أعجميا، بغض النظرعن وضعه ودينه، يحاول إملاء أي شيئ عليه، توقع تمرد ذلك العربي. هذي ناحية.

وهناك ناحية ثانية، وهي لها إرتباط بالدين وأصوله. وكما تعرف ديننا كل تعليماته تذكير وتخيير، وليست أمروجبر، وكما تنص الآية الكريمة(فذكرإنماأنت مذكر* لست عليهم بمصيطر*) فالمرجعية العامة للشيعة الآن بيد السيد السيستاني حفظه الله. وكما تعرف هومن أصول إيرانية، لكنه غيرمؤمن بولاية الفقيه. ومع ذلك كل تواصله وفعالياته الدينية، هادئة متزنة وناصحة، وأبدا ليست آمرة.

وحتى لوشعرت المرجعية الشيعية الدينية، بإن هناك خطأ ما في المواقف، فلا تتصرف إلا بالمقاطعة السلبية لهذا المسؤول أوذاك. لكن ليس في مجال الإفتاء وطلب الفتوى.

نعم حينما يحصل واجب خطيريمس البلد والشعب ككل. المرجعية حازمة وصارمة، ولاتهادن على المساس بدين الله.

نعم المتلزم الديني الشيعي، ينظربعين الإحترام للنظام الإسلامي في إيران، ويعلن إعجابه به وبما حققه على صعيد البناء والتصدي السياسي، لكن لايعني ذلك الرضوخ وتلقي أوامرمن سليماني وغيرسليماني. والقادة الأيرانيين يعرفون ذلك جيدا، رغم حصول بعض التصريحات الغبية التي تنعكس سلبا عليهم. وأتوقع مستقبلا إسكات سليماني وحتى نجاد، لبعض السخافات والتصريحات التي تصدرمنهما.

والساسة العراقيون أستنكرواأشد الأستنكار تصريحاته، وأعتبروها تدخلا سافرا بالشأن العراقي.

كان الأعلام العربي ولايزال يهرج بإن الجنوب العراقي كله ساقط تحت حكم إيران، وعندماقاد المالكي بنفسه عملية صولة الفرسان، للقضاء على الميليشيات في البصرة، لم يشاهد هناك حتى ولاجندي إيراني، ولم تصدرفي حينها من إيران حتى كلمة، لكون المسالة داخلية بحتة. فكل ما يقال من تدخل إيران في شؤون العراق هراء في هراء.

نعم قد تكون هناك مساعدات عسكرية لبعض الحركيين الشيعة من خلف الستار، لكن على مستوى ضيق جدا، ومستحيل أن يعرف الساسة العراقيين ذلك، ويسكتوا عنها.

تحياتي