يبدو أنك لم تعترف بعد بغيك، ولكن سيأتي يوم ترى فيه الغباء الذي وصلت إليه، بحيث تنكر حقيقة واضحة وضوح الشمس، أن الشعب السوري بأغلبيته الساحقة يكره هذا النظام ويريد سقوطه. وأن هذا النظام مجموعة من المافيات غير الوطنية التي تعاملت مع كل أعداء الوطن لأجل البقاء. ونذكركم بتصريحات رامي مخلوف، ليس فقط قصة أمن إسرائيل؟ بل تحدث وقتها عن تسليحه لجماعته بالجبال وأنهم سيقومون بأفعال شريرة إذا تم الضغط على بشار الجحش وعلى نظامه، وأن القرار "الوطني" السوري يتم ضمن العائلة، يمكن على قعدة متة أو كاس وسكي وربما يشربون نخب الدماء التي يسكبونها بلا خجل.
ومن أين يأتيهم الخجل، وطرطورهم الذي بعثوه ليخطب بأول خطاب ذهب يقهقه كالعاهرة وفي سوريا دماء. هذه طغمة لا تعرف الأخلاق ولا الخجل وتستبيح كل شيء. ولقد ذكر هنا سهيل وهو من حمص كيف قام الأمن بمسرحيات مخجلة حول المسلحين.
هذا النظام لا يتورع عن قتل مؤيديه فما بالكم بمعارضيه، والمهم لديه هو البقاء وفقط البقاء حاكماً آمراً لمزرعته وأن يعود الناس عبيداً فيها.
ولكن هيهات. فلقد ذاق الشعب طعم الحرية، وليس من ذاقها كمن لم يذقها.
من ذاق طعم الحرية صار يعرف، وصار يفكر وصار مصمماً على إسقاط الأسد وآل الأسد ومن يدافع عنه بعزم لا ينثني.
ولن تفيد كذباتكم وتلفيقاتكم وفبركاتكم عن المؤامرة الكونية السخيفة التي يشارك فيها الجميع من أمير قطر لزعماء قبائل الزولو.
أنكم مثيرون للشفقة بأوراقكم الصفراء الغبية التي تعتقدون بأن أحداً سيصدقها، فيصدق أن أزمة عمرها عشرة أشهر وراءها فقط مجموعات مسلحة مدعومة من الخارج. فهذا فيه ليس فقط استحمار واستخفاف بعقول الآخرين، بل هو استخفاف بعقولكم إن كنتم تصدقونها.
فمن المعروف أنه لا يمكن لثورة ولو مسلحة أن تستمر يومين في وجه آلة قمعية عسكرية كالتي نعرفها جيداً في سوريا لولا بيئة حاضنة اجتماعياً.
فما هذه العصابات المسلحة التي تجوب سوريا شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً ولا يستطيع أن يفعل لها النظام شيئاً؟
الفهم الوحيد لهذه الظاهرة أنها ثورة شعبية عارمة، ستسقط النظام قريباً، وحتى بدون أي تدخل خارجي فلم نعد نعول عليه كثيراً.
بأيدينا سنسقطه ونسقط من يدافع عنه.
عدة نقاط مهمة:
- الكثير الكثير من تجار الشام وحلب صاروا يدعمون الثورة بالمال منذ فترة، وصار الحديث في حلقاتهم الضيقة عن رغبتهم الحثيثة بإسقاط النظام بأقرب وقت ممكن.
- الوضع الاقتصادي مزر تماماً، فلقد بدأ منذ اليوم تعويم سعر صرف العملة، وهذه بداية انهيار اقتصادي.
- التضخم زاد بشكل مرعب، واليوم بالذات أعلنت الحكومة عن رفع سعر قنينة الغاز من 250 إلى 400 ليرة أي بزيادة 60 بالمائة. هذا يعني ازدياد بالتضخم، ناهيك عن الكساد بفعل ضعف القوة الشرائية و"اكتئاب" الاستهلاك بفعل الأزمة.
- ازداد نشاط الجيش السوري الحر في دمشق بالذات وتقوت عملياته النوعية ولاسيما في القابون وبرزة.

الحسم اقترب كثيراً ..

والله محي الجيش الحر
الجيش الذي يدافع عن المدنيين العزل أمام آلة القمع الأسدية الطائفية المقيتة.