(01-21-2012, 03:59 PM)jafar_ali60 كتب: (01-20-2012, 07:15 PM)العلماني كتب: والله حيرتوني، هو الموضوع عن "رأي هيكل في مبارك وعصره" أم "رأي زملائنا المصريين الحلوين الجدعان" في "هيكل"؟
أعتقد بأن الموضوع، عرض لكتاب "هيكل" المصنوع، عن "الفاسد المخلوع". ولكنه أصبح بقدرة قادر، رأي الأوائل والأواخر، والطائرات والبواخر، في سيرة "محمد حسنين هيكل" المثابر. هذا لا يزعجني كثيراً طبعاً " فالحديث ذو شجون" وكم من مرة تحول في هذا النادي هتاف "فليسقط وعد بلفور" إلى "فليسقط واحد من فوق".
لن يزعجني أيضاً تلك "الشوفينية الإقليمية" عند البعض الذين تمسكوا برئاسة "الفاسد المخلوع" حتى الرمق الأخير، ثم تمسكوا "بالضربة الجوية" - ههاهاهاه -، وحاولوا بيعها ساندويشات "طعمية"، عندما لم يستطيعوا تسويقها على أنها "أرانب بالملوخية"
... هذا كله ليس مزعجاً على الإطلاق، ولكنه طريف مسلّ مضحك مبك في آن، يذكرني وضع أصحابه بوضع "الشيخة ماجدة" (المصرية الأصيلة
) في الفيديو أدناه:
واسلموا لي
العلماني
هلا سندي ، وانا غير مصري هل يمشي حالي ؟
يتصادف يا عزيزي ورب صدفة خير من ميعاد ، ان مبارك يحاكم فعلياً وعملياً امام القضاء وشهود نفي واثبات ودفاع وادعاء وهناك قضاء ولغايته نظن انه سيكون عادل ، يصادف هذا مع نشر حلقات هذا الكتاب التي لا تعدو عن كونها ايضا محاكمة ، وهي ربما اشد من تلك المحاكمة ، فتفاصيل المحاكمة هناك غائبة عن الجمهور بنما هنا الجمهور سيكون قاضيا وداعيا وحكما صامتاً، وايضا ستبقى هذه الماحمة قرون طوال على قيد الحياة الحبرية .
ولا يعدو الامر ان امثالي وامثال الاخوة المصريين الذين سميتهم " فلول " لا يعدو الامر عن اننا نشكك بصدقية الكاتب وهو عملياً غير صادق ، وهذا البند اي الصدقية في المحاكم الفعلية هو اول امر ينتبه له المحامون فاذا انتفت الصدقية انتفت كل شهادته ، بل اذا ثبت كذبه يعاقب بتهمة اليمين الكاذب . ولن يشفع للراقصة " اردافها الجميلة" وهي تشتري " ضمة فجل" .
تحياتي يا سندي
والله مش انا يا "أبو جعفر"، هذا كبيرنا "بهجت" الذي قرر أن يسكب على "غير المصريين" قطراناً ويجعلهم كالبعران المعبدة

، ويصيح بلسان "الإمام علي"، كرّم الله وجهه: "استفتوني قبل أن تعدموني (أو كما قال

) ... ثم جاء "الواد جورو" الشوفيني ولقب "هيكل" بالمعتوه وأعلن أنه لا يكترث لما أقول لأنني "غير مصري"

. لذلك، هرعتُ إلى "الشيخة ماجدة" كي تشفع لي لدى مقام "سيدنا "جورو" علّها تعزيني وتمحو حسناتها شيئاً من سيئاتي. وهأنذا الآن أستغيث
"بالأسطه زلطه" (إضغط هنا) وأساعده في تحضير "شوربا الكوارع للمفلسع الخالع" ، علّ مقامات "الفلول" السامية ترضى عن "العبد لله" في السر والعلانية.
أما بالنسبة لصاحبنا "هيكل"، فليت الأمر كان "تشكيكاً بالصدقية" (أو بالمصداقية) ولكنه كان "حفلة شتم وسباب" بحق الرجل، يدخل فيها "بعض صبية النادي" (وأنا لا أعنيك لا أنت ولا بهجت بهذا التعبير) كي يبصقوا ويبولوا على الموضوع ثم يخرجون. لذلك رأيتني أهرع إلى "الاعتذار" للكاتب الكبير عن هذا البذاء الذي طاله. فما كان في الأصل "كتاباً لهيكل عن مبارك" أصبح بقدرة قادر موضوعاً لشتم "محمد حسنين هيكل" وليس لنقده ولا للتشكيك بصدقيته، فالنقد ليس تجريحاً ولا شتائماً ولا سباباً ولا اتهامات "اسطى زلطه"

، والتشكيك بالصدقية والمصداقية يجب أن يستند إلى قرائن وشهادات ومقارنات وليس محض اتهامات فجة مباشرة.
بالنسبة لي، ما يفعله "هيكل" رائع جداً، وأعتقد أنك أصبت كبد الحقيقة وأنت تتحدث عن "محاكمة سياسية" قد تلتصق "بالفاسد المخلوع" لفترة زمنية طويلة إن لم يكن أبد الدهر. ولقد سبق لكاتبنا أن تحدث عن "الخائن المقبور" في "خريف الغضب"، ولن تجد منذها مؤرخاً جاداً واحداً، يحترم نفسه، يستطيع أن يستثني "خريف الغضب" من "قائمة مراجعه" لو شاء أن يتحدث عن " بطل الكوسا والبيتنجان"

...
الصدقية يا صاحبي تتطلب - كما تعلم - ليس "صدق المتحدث" بقدر ما تتطلب "تصديق المستمع". وتصديق المستمع هذا لا يعني أن المتحدث صادق أو كاذب، بل يعني المستمع نفسه. وفي الأثر أن "الأنبياء والمرسلين" جميعهم قد ابتلوا بمن لم يصدقهم، فهل كان المسيح غير صادق لأن أهل الناصرة رفضوه؟ وهل كان محمد غير صادق لأن قريش رفضت تصديقه؟ هذه مسائل فيها نظر.
إذا ما كان المتحدث مشهود له بالصدق في حياتنا عامة، فإن السامع يسارع إلى تصديقه، ولكن أمر المحكمة أمر آخر. فالقاضي، حتى لو علم أن فلان أو علان من الناس كاذب في حديثه، فإن همه ينصب على "الصدق في لحظات معينة" تتعلق بالجناية. فالقاضي يعلم أن الكثير من الصادقين قد يكذبون عندما ينتظرهم العقاب، كما أن الكثيرين من الكاذبين قد يصدقون للأمر نفسه.
"هيكل" يروي الكثير الكثير، وله عشرات آلاف الصفحات التي يملؤها "بقال لي وحدثني وقلت له وحدثته وقابلته إلخ"، وفي أحيان كثيرة يستعمل "وثائق خطيرة" تنسف شك المتشكك، وهو يجيد استعمالها بشكل منقطع النظير، حيّر معه "الدكتور فؤاد زكريا" في كتابه (الناقد لهيكل) "كم عمر الغضب؟".
و"هيكل" ليس معروفاً بالكذب إلا لمن يريد أن يتهمه به، وهذه حكاية أخرى. "هيكل" صحفي كبير خطير عاصر أهم أحداث التاريخ في شرقنا الأوسط، وكان له دور كبير في صناعتها عندما كان مستشاراً لرجل بحجم عبدالناصر: رجل يستطيع أن يحرك العراق والمغرب وهو جالس يستمع إلى أم كلثوم في "منشية البكري". (وهذا ليس مديحاً في عبدالناصر ولكنها مقولة حق يعرفها كل من عاش عصر عبدالناصر وأبى المكابرة والكذب على نفسه).
إذاً، فالرجل يواكب الأحداث منذ أكثر من سبعين سنة (بدأ هيكل حياته المهنية سنة 1942)، وعاش فترة طويلة تربو على العقدين في قلبها، واحتفظ بكثير من علاقاته ووثائقه، وعاش متابعاً قارئاً محللاً مفكراً ناصحاً مستشاراً لكثير من الزعماء والسياسيين عقود طويلة.
الرجل، من سيرته، رجل علامة في مجاله، وله وجهة نظر من المهم أن نسمعها. بل ان "هيكل" كثيراً ما رأى بعيداً بل بعيداً جداً أبعاد "سياسة الانشكاح الساداتية" التي سوف يرثها "مبارك" ويجعل من مصر "خرابة" (بلسانه حسب "هيكل"

). فهيكل يتحدث في منتصف السبعينيات، مع أوائل عصر "الانشكاح" (الانفتاح) ويقول: "هناك طبقة جديدة بدأت تظهر في مصر، تكدس بسرعة ثروة هائلة، مستفيدة من الظروف الحاصلة، عبر تجارة الأرضي والمضاربات والتلاعب والسرقات". و"هيكل" يحذر "الساداتي" من الاضرار بالقطاع العام والاندفاع في الخصخصات غير المحسوبة، في حين كان "شارل رزق" اللبناني يحذر "السادات" من محاولة حقيقية لإلغاء التصنيع وتفكيك المشاريع العامة لأنها لم تعد بتنمية حقيقية على الأمة، بهدف المضي قدماً لعملية الانفتاح الاقتصادي والسياسي. في نفس الوقت يشير "منصور فوزي" بأن سياسة الانفتاح قد سمحت للبرجوازية الساداتية بنقل الرساميل التي تجمعت في مصر إلى الخارج، وتقول بعض التقديرات بأن قيمة هروب الرساميل تتراوح بين 50 ملياراً و400 مليار دولار (المصدر: محمد حسنين هيكل، استمرارية أم تحول؟ للدكتور جمال الشلبي، ترجمة: حياة الحويك عطية، دار الفارس، عمان، 1999، صفحات: 256 - 260).
لا أريد أن أطيل عليك، ولكني أريد أن أقول أن الرجل يعرف عما يتحدث عنه عندما يتعلق الأمر بالسياسة وإدارة الدول. وكتاباته مهمة جداً كشهادة من ناحية وكمعلومات قد تنير بصيرتنا بالنسبة للكثير. إلى هذا "فهيكل" رجل أيضاً، وهو يتحدث عن ذكريات قد تقارب الستين والسبعين سنة أحياناً، وله أن يخطيء وأن ينسى وأن يسهو وأن يحسب شيئاً وهو ليس كذلك. بل له أن يضعف ويكذب وينافق، والذي دون خطيئة منا فليبدأ ويرجمه بحجر.
لهيكل إذاً عندي العذر في ألا يكون دقيقاً دائماً، موضوعياً أبداً. ولكن هذا لا ينقص شيئاً من قيمة الرجل وفكره الثاقب ونظرته الشمولية الخطيرة. فللرجل قدرة مخيفة على النظرة بعين النسر إلى الأحداث وجمعها وترتيبها حسب ما هي عليه أو حسب ما يريده، وهو يثبت هذه "الرؤية الشاملة" كثيراً في كتبه الضخمة (ملفات السويس، سنوات الغليان، الانفجار ... إلخ) عندما يضعك دائماً في وضع المشرف معه من عل على ساحة الأحداث، والمميز لكل دور وكل شخصية تلعبه على ساحة الشرق الأوسط في فترة معينة.
هذه "النظرة الشاملة" و"عين النسر" لا نستطيع أن ننكرها على الرجل مهما ركضنا خلفه كي نعثر له على كبوة هنا أو نبوة هناك (آخرها الغلطة الحسابية الخطيرة التي اكتشفها كبيرنا "بهجت" قبل قليل

) . وهذه النظرة الشاملة والقراءة الجلية، حتى لو لم تكن صحيحة أحياناً، تمتعني كثيراً وأحب دائماً أن أراها وأسمعها لأن عالم السياسة حولنا بحاجة ماسة دائمة إلى نظرتين: نظرة ترى الجزئيات وتصلها بالكليات، ونظرة تنظر إلى الكليات وتدمج فيها الجزئيات. والويل لمن لا يحسن النظر فيكتفي بواحدة منهما ويهمل الأخرى.
بقي أن "هيكل" بالإضافة إلى تمرسه بالسياسة (فهي خبزه وملحه منذ سبعين سنة ولو كره الكارهون)، فهو كاتب خطير يجيد أساليب التشويق ويمتع القاريء أيما امتاع، ويشرح للرجل البسيط ألاعيب السياسة الكبرى بحديث سلس خفيف ظريف، ولعل "طبعات كتبه" تشير إلى إقبال القراء على "شراء فكره ونظراته وآراءه". فكتب الرجل قد تطبع في السنة الواحدة أكثر من ستة مرات (هذا ما حصل مثلاً بكتاب ضخم مثل "المفاوضات السرية بين العرب واسرائيل" الصادر سنة 1996)، في حين يتراكض الأدباء والشعراء والفلاسفة والعلماء يمنة ويسرة ولا يستطيعون بيع ربع الكتب التي يبيعها "هيكل". لذلك فإنني لا أعلم كيف أستطيع أن أقيم ما يزعمه "عزيزنا بهجت" عندما يقول بأنه اكتشف من خلال "الفيس بوك" بأن "هيكل" غير رائج ومكروه. عموماً، وكما قيل:
فعين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكن عين السوء تبدي المساويا
أخيراً، وأنت تعرفني باسمي وعنواني ورقم هاتفي وصورتي وصوتي، وتعلم بأنني لست مستفيداً بشيء لا من عبدالناصر ولا من هيكل ولا من العالم العربي برمته، وأستطيع منذ الساعة أن أنسى أن هناك على خارطة "شرق أوسط"

. ولكني لم أفهم منذ البداية لماذا هذا الهجوم الحاد على الرجل وكأن عليه أن يسكت ويصمت ويخرس، مع أننا نتعلم الكثير منه كلما نطق وقال وحدث وروى. ولم أفهم لماذا الحرص على الذب عن "ديكتاتور فاسد وطاغية مخلوع مثل مبارك"، يستاهل مثل سلفه ألف مشنقة لما جنت يداه على مصر، خصوصاً أنك مثلي تماماً لا ينعكس ما يحدث في القاهرة عليك بصورة مباشرة.
أعذر إطالتي واسلم لي
العلماني