ومن قال لك وما الذي جعلك تعتقد أني لا أبكي على كل الدماء السورية؟

يا رفيق يا درويش ويا مسكين، أنا داخل سوريا وأنا أعاني ولست أنت، أنا من تقتص مني الدولة ورامي خاروفها ولست أنت، وأنا الذي أتعامل وأجلس يومياً مع العلوي والمسيحي والسني والدرزي، ولست أنت، أنا صديقي وزميلي علوي وسني ومسيحي وكافر والعياذ بالله، وليس أنت. لي صديقة زميلة من حمص أعمل معها يومياً، علوية قتل شقيقها وما زالت تلبس السواد عليه. وليس أنت!
أنت لا شيء أنت
ونحن هنا، نبكي ونواسي بعضنا البعض ونفعل ما نستطيع وكل طلقة رصاص تؤذينا كلنا. وليس أنت!
أنت تبكي بآخر الليل لما ترجع لبيتك وتكون فاضي، بشكل وهمي افتراضي. ونحن نعيش الواقع هنا، بكل طوائفنا وحبنا لوطننا، قد نختلف، لكننا نبقى معاً في مركب واحد.
فلا تقعد تلعي وتتخوث وتستهبل علينا.
وروح فضي حقدك وأوهامك على ناس آخرين. فنحن لا نحقد ولا نكره بل نريد الكرامة والحرية لأهلنا ووطننا وأنفسنا.
فنحن نعيش الواقع، أما أنت فترمي علينا باستجحاشاتك بآخر الليل.

وتمنياتي لك.

تحياتي