اعلام الاعراب عندما يريد اصدار الاكاذيب عن ايران الاسلامية , فهو يتصورها كحال الدول الاعرابية المريضة , بان العلاقات بين الاكبر و الاصغر هى علاقات تبعية مطلقة , و اوامر صريحة من الاكبر القوى ذو الاموال , و على الاصغر الفقير الطاعة العمياء دون اى تفكير او تدبير .
و لكن بنظرة سريعة الى الجمهورية الاسلامية تجد ان علاقة الاوامر و الاستحمار المتبعة فى دول الاعراب غير موجودة حتى فى اركان و مؤسسات الجمهورية الاسلامية نفسها , فتجد لكل مؤسسة سياستها , و لكل مسؤول حدود واسعة يناور خلالها , بعد ان ترسم له الحدود من القيادة العليا , و له ان يتصرف فى نطاق هذه الحدود , بل ان القيادة العليا تستشيره فى نطاق اختصاصه و حدوده , و تتصرف بناء على رايه و استشارته .
علاقة ايران مع حلفائها كذلك , فحزب الله هو مستشار ايران فى الشان اللبنانى , و هو الذى يحدد سياسة ايران تجاه لبنان و ليس العكس , لان اهل مكة ادرى بشعابها .
و كذلك الامر بالنسبة للعراق , فحلفاؤها فى العراق هم الذين يحددون سياسة ايران تجاه العراق , و ليس العكس , و هذا هو سبب نجاح ايران فى هذه المناطق و فشل الاخرين , الذين كانوا يطلبون من حلفائهم او بمعنى اصح عملائهم فى العراق و لبنان ان ينفذوا اوامرهم دون اى اعتبار لرايهم , فماداموا يقبضون فهم موظفون و مهمتهم فقط التنفيذ دون معارضة او دون ان يسالوهم رايهم , مما جعلهم يقعون فى كوارث و هزائم ساحقة , و سقطات و عثرات لا يمكن ان يقع فيها من كان من اهل مكة و ادرى بشعابها , و لكنهم انتهجوا سياسات من الواضح انها ليست من سياسات اهل مكة و ليس سياسة من هو ادرى بشعابها .