موضوع منع الناس من التحزب هي بعض زعرنات النظام العربي بشكل عام، ذلك أن أي مجموعة من الناس عندها فكرة ما يراد إيجادها في الواقع السياسي لا بد لهم من حزب… سواء أكانت الفكرة إسلامية أم شيوعية أم ليبرالية.

تصور أن الإسلام هو طقوس ومراسيم وعبادات، وإرغام الآخرين أن يتصوروا نفس الشيء كان أحد أسباب خروج الجماعات الإسلامية المتطرفة بعد أن حيل بين الإسلاميين والسياسة.

في مفهوم العالمانية، لا يمنع الأمر وجود رجل متدين للغاية، لكنه يضع الدين على الرف إبان الحكم، وهذا منهج موجود ومطبق.

الفكرة الأخيرة، وهي قضية طالما عانينا منها منذ القديم، ولأسمها عقدة عمر بن عبدالعزيز على وزن عقدة ستوكهولم.

الفكرة باختصار، أن زعران بني أمية حين لاحظوا تألب الناس عليهم لاستعادة السلطة المخطوفة ورد المظلمة العامة، أتوا برجل طيب درويش من أبناء عمومتهم ليحكم، ومن خلاله تتحول المظلمة العظمى والتي هي غصب السلطة إلى مظالم فردي متفرقة بين بستان مغصوب وخم دجاج مهدوم، الخ…

طبعا قتل عمر مسموما لسعيه أن يرد المظلمة الكبرى.


شاهدنا في العصر الحاضر أن حكام العرب يشغلون الناس عن المظلمة العامة التي بحق الأمة جمعاء، أعني اغتصاب السلطة، بمظالم خاصة من قبيل هذا ضربني كفين وهذا أخذ أرضي، الخ… متناسين أن المظالم الصغرى ترفع برفع المظلمة العامة والعكس ليس بصحيح.