الشرعية تؤخذ من الأمة فقط، فهي صاحبة السلطة وفق أي نظام يحترم نفسه، ومها شرّقت الأمة وغرّبت تبقى هي صاحبة الشرعية في السلطان، والسلطان أكثر من السلطة، لأن الزيادة في المبنى زيادة في المعنى.

الحاكم أو صاحب السلطة ليس إلا وكيل في أفضل حالاته، وأجير في معظمها، دفع إلى توكيله التعذر والاستحالة، وفي اللحظة التي يتحول فيها إلى وصي تسقط وكالته، لأن القاصر لا يملك توكيل غيره ولا اوضية غيره عليه، ولا ولي أمر نعلمه وصّى هذا الفلان على الأمة.

الليبراليين العرب لا يريدون تغيير المجتمع والمعاناة في ذلك، لأن التغيير الفكري كما نعلم جميعا بطيء التحقق دائم الأثر، ويحتاج مضخة فكرية منظمة تنظيما صحيحا، ولو أراد الليبراليون العرب تغيير المجتمع المصري إلى اللبرلة لأعدوا له عدته، وليس من عدته بحال شتم الناس ورفض قرارات الأمة… لست ضد التعبيزر الجماعي عن الرأي، لكن الاستمرار برفض الأمة سيؤدي بالأمة إلى استمرارها لرفضها لليبراليين العرب.

أما أن الإخوان مبدئيون إسلاميون فهذا ليس بصحيح، الإخوان هم من جنس الواقع مع ديكور إسلامي لا أكثر ولا أقل، وكما أن الأمة غير جاهزة للحل الليبرالي نظرا لعدم وجود عمل فكري سياسي مؤسسي فيها لتغيير مزاجها العام تجاهه، كذلك فليست الأمة جاهزة للحل الإسلامي لنفس السبب أعلاه.

الذي تحقق هو فسحة الأمل والحق في الكلام والتجمع وتأسيس الأحزاب والنشاط السياسي، فليغتمم هذا الفرصة من يغتنم، ومن يلطم لأن غيره قد اغتنم فرصة وجدها سانحة فلن ينال إلا عيّ اليدين وتعب الخدين.