(02-03-2012, 01:09 AM)خالد كتب:  هل هذه المادة القانونية موجودة قبل هذا المجلس أم بعده؟

فإن كانت موجودة قبله فلم لم تطبقها المحكمة قبلا، وإن وجدت بعدها فلا يطبق القانون بأثر رجعي.


هل كان عادل إمام من صبيان السلطان ومضحكي القصر فكان في منعة، ثم انطلقت يد القضاء فطاله بعد أن وقع في محظور قانوني لا شأن للمجلس الحالي به؟

كم مادة قانونية صوت عليها المجلس بعد، وأي شيء من السلطة لهم حتى يحكموا ويرسموا ونحن نعلم أن الأمر كله للطهطاوي، أو للطنطاوي لا فرق.

ألم أقل لك عزيزي علماني، أنت تبغض الإسلام نفسه بغضا يحول بينك وبين تفهمه كخصم ولا نقول دخولك فيه، فإن ذلك من أمر الله يهدي إليه من يشاء.

مشكلتك ليست مع الإسلامويين ولا الإسلاميين ولا علماء المسلمين، مشكلتك مع الإسلام نفسه، تود لو يختفي من الأرض فيكون الناس سواء.

هذا تقديري للأمر، والنتيجة التي توصلت إليها بعد طول إمعان نظر، ولا أزال أقرك كشخص وزميل عزيز، وآمل أن تسنح الفرصة فنلتقي ذات يوم قريب في أعالي الألب أو في اسكندنافية، لا فرق. فلا تأخذ رأيي بفكرك من
زاوية شخصية.

كل ما أرومه يا "خالد" هو "تدجينه" وليس اختفاؤه. فالمسيحية الرعناء التي كانت "أفيون الشعوب" في العصور الوسطى تم تدجينها بضربها حتى استقامت أخادعها، واليهودية متقوقعة على ذاتها ولا خطر على حضارتنا منها، بينما "الإسلام" - وهو آخر الديانات الابراهيمية النكدة - بتفسيراته "الإسلاموية الحاضرة" وحركاته "الإرهابية" (إخوان، سلفية، جماعات إسلامية .. إلخ) فإنه يشد بمجتمعاتنا إلى الوراء ويزيد في تخلفنا الحاصل. لذلك، فمن الجميل "لمستقبلنا ومستقبل أبنائنا"، خصوصاً في بلادنا العربية، أن يتم اعتماد تفسيرات جديدة وتأويلات حديثة للنصوص التي تتعارض مع قيم عصرنا ومفاهيمه، وحزم "القوانين والتشريعات القديمة الرثة البالية" (رجم وجلد وجدع) وتراث "اضربوهن" و"اقتلوهم حيث ثقفتموهم" و"من ارتد فاقتلوه" والإلقاء بها خلفنا وخلف موروثنا الحضاري.

طبعاً، هذا سوف يحصل - حسب قناعتي - ولو بعد حين، فحركة التاريخ في نهاية المطاف إلى الأمام مهما جابهتها الردات والانتكاسات، شأن هذه "الردة الحضارية" التي نمر بها اليوم. ولكني أتمنى بأن تكون طريق "شعوبنا" إلى الخروج من فقه "أحمد بن حنبل" و"محمد بن عبدالوهاب" أسرع قليلاً، كي نوفر على الأمة العربية دماء غالية وسنيناً تذهب هباء في معاناة وتخلف لا طائل تحته.

أما بالنسبة "لعادل إمام" فلسوف نرى غداً، فأنا الليلة مشغول.

واسلم لي
العلماني