ألم يكتف السيد سنايبر من حكم العسكر؟ ذلك الحكم الذي تكون القوة الغاشمة شرعيته، والبطش وسيلته؟ وهل العسكر مؤهلين لحكم أم هم مجرد عصا غليظة بيد أي أمة تدفع بها عن نفسها؟

ثم بكل ديمقراطية، وبكل تقبل للآخر ينعت السيد سنايبر مخالفيه بأبناء البغايا، بلغة تمثل حقيقة الاستبداد وتشرّع للبطش بالمخالف، هذا البطش الذي ترمي به السلطات القائمة مناوئيها لا سيما من الإسلاميين، من قبيل رمتني بدائها وانسلت.

هب أن المخالفين مخطئين، وأن حكم العسكر نعيم ما بعده نعيم، فما شأن أمهاتهم حتى ينعتن، بكل صفاقة ذكورية فجّة تختزل المرأة فتجعلها مورد شتيمة؟ بل إن البغي نرجو لها التوبة ولا نرجوها للمستبد، أكان عسكرا أم غير عسكر، ذلك أن المستبد كقط يلعق مبردا، فينزل دمه عليه، فيستمر بلعقه ظانا أن الدم من المبرد، ولا ينفك القط يلعق ولا ينفك الدم يسيل حتى يصرع القط، فاعتبروا يا دعاة الاستبداد.

إن أحببت ذكر شيء مما تظن أنني أكره فقد عفوت عنه مسبقا لعلمي بمكاني وعلمي بمكانك.

فطنت لشيء في ما نقل الزميل العلماني، وهو أن المدعي سلفي، والمدعى عليه استغرابي، وبعد بضعة أيام ينقلب الحال، مثبتا نظرتي في ثنائية التنميط المسبق، ثنائية سلفي-استغرابي، كبدالتي دراجة أو مكبسي طاحون، يؤديان هدفا واحدا، وهو النأي بالأمة عن حضارتها وتحويلها أكثر وأكثر إلى قزم تابع للغرب يحمل فوطه ومناشفه وصندله أو حذاءه ويؤدي الجزية عن يد وهو من الصاغرين، ويخرج من أرضه وماله وولده وهو من الأذلين.