اي طيب خود قبل ما تتفلسف
لنشوف مين اتهم النبي (ص)
درج فقهاء اهل الحديث او ما يعرف باهل السنة والجماعة ان يستندوا في موقفهم من الروايات المنسوبة لرسول الله على اساس دراسة السند بشكل اولي لا المتن
ورجال السند عندهم شرطهم بالدرجة الاولى ان يكونوا بعيدين عن تهمة التشيع وبعد ذلك هاتوا ولو احاديث ( بالإفة )
وفي مواجهة الكم الهائل من الروايات والتفسيرات للكتاب التي تهين الرسل والانبياء لا سيما نبينا المصطفى(ص)وتشكك في الدعوة في نصها ومحتواها لم يفكر احدهم من البخاري الى اخر تابع له على ذلك
ان المتن يجب ان لا يخالف الكتاب مهما كان وزن ناقله
وعلى هذا الاساس تم تمرير كثير من النصوص المنسوبة الى رسول الله بهتانا وزورا تحت حجة ان سندها صحيح
وكيف لا يكون صحيحا !!
وعاشت امة السلف المخدوعة بهذا الوهم الذي باركه ابن تيمية والعرعور ومن على شاكلتهم الى اليوم بل الى هذه اللحظة (فرات نموذجا)
من ابتدع هذه القاعدة في النقل ومن ارسى قواعدها على اي اية اعتمدوا على اي حديث على اي عقل ؟؟ الله ورسوله والراسخون في العلم أعرف

لدرجة انهم نظّروا للمتن وحاولوا تطبيقه على الواقع حتى لو ادى ذلك الى اهانة افضل خلق الله بل وصل الامر الى التجرء على الله وصفاته تعالى عما وصفوا

فمن تفسير عبس وتولى الذي رده الامام الصادق عليه السلام بكلمتين (ايعقل بعد ان انزل الله انك لعلى خلق عظيم) الى تفسير سورة التحريم الى الكم الهائل من الافتراءات الذي سمي ظلما وجورا (حديث شريف)ومن هنا امتلأت الساحة الفكرية الاسلامية بالاف الكتب والدراسات التي تتعبد بأقوال الرجال هذا اذا لم نقل عبادة الرجال انفسهم.

سورة التحريم

تبدأ السورة بالاشارة الى ما جرى بين الرسول (ص) وبعض ازواجهم من قصة التحريم مع عدم تصريح الله ما هو هذا التحريم مع التصريح بسببه وهو مرضات ازواجك

بسم الله الرحمن الرحيم
يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضات ازواجك والله غفور رحيم. قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم والله مولاكم وهو العلي الحكيم.
وحري عن القول ان المقصود من ازواجك بالاجماع عائشة وحفصة

والدلالة الواضحة من الاية ان النبي كان يباشر حلالا لم ترتضه عائشة وحفصة فضيقن عليه واذينه حتى ارضاهن بالحلف على الترك (يعني ليتقي النبي شرهن) والا ما الملاك في حلف الرسول (ص)على الترك لو لم تكن هناك اذية للنبي ، وهذا ما يوضحه سياق الايات في السورة
والخطاب جاء بصيغة يا ايها النبي للدلالة على اختصاص النبي بالمشكلة دون غيره حتى يلائم وصف الرسالة
والمراد ب لم تحرم ، يعني يا يأيها النبي لم حلفت ، وليس كما يفهمها المخنثون فكريا انه لم ارتكبت الحرام
والحلف ليس حراما
فكيف استدل المحدثون على معصية النبي من (لم تحرم)

والعتاب المشعر في الاية هو لعائشة وحفصة حقيقة وليس للنبي وهذا معلوم لمن له ذوق في اللغة العربية, والانتصار الالهي للنبي واضح الدلالة ايضا في الاية ,(لم تحرم ما احل الله لك) وتحلة الايمان للرسول كان ردعا لحفصة وعائشة عن غيهن حتى لا يصبح عملهن سنة للنساء مع الرجال وليس العكس كما اراد فقهاء الجهل المركب

وبيانا من الله تعالى بأن ما ارادته عائشة وحفصة من النبي هو الحرام ، وليس حلف النبي حرام بدليل ان الله ابطل ارادتهن بتحلة ايمان الرسول ليعود الى حلال الله رغم انف بنت ام رومان

ويقول تعالى في نفس السورة
ان تتوبا فقد صغت قلوبكما وان تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير . عسى ربه إن طلقكن أن يبدله ازواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وابكارا
وفي نفس السورة
ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانت تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين

فهل يعقل ان يدعو الله احد الى التوبة بدون تحقق ما يستوجب الدعوة الى التوبة وهو الذنب
والذنب في الاية فقد صغت قلوبكما اي مالت الى الباطل وباجماع المفسرين الصغو هو الخروج عن الاستقامة
تفضل يا فرات حاسب الله ليش بهدل السيدة عائشة وحفصتها ليش عم تحاسب الملا رحمة
هذا بالنسبة للذنب الاول ان تتوبا فقد صغت قلوبكما
الذنب الثاني والاهم ليس عليه توبة بل طلاق واستبدال على الفور
س : ما هو هذا الذنب ؟
ج : (التظاهر على النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله) يعني التامر على أذيته (ص)
طيب سؤال تاني
لماذا جعل الله ذاته وجبريل وصالح المؤمنين مقابل هذا التعاون على الاذى وما هو هذا الاذى وما اهميته وهل وقع هذا الاذى ام لا ؟
عجيب في معركة بدر تم اسناد النبي بثلاثة الاف من الملائكة وهنا تدخل الله وجبريل وصالح المؤمنين وكل الملائكة !!!
يعني القضية اكبر من صحن عسل واخطر من معركة بدر
هل يعقل ان يشير الله الى التظاهر في السورة ويهدد عليه بالطلاق والاستبدال لو انه لم ينقدح على الاقل بذهن عائشة وحفصة التآمر على الرسول
وقوله عسى ربه إن طلقكن ان يبدله ازواجا خيرا منكن هي استغناء الهي لان الكرامة بالتقوى لله والقنوت الذي هو الطاعة للرسول لا بالزوجية
واشارة الى ان هناك من النساء بين المسلمين من هن خيرا منكن واليك الدليل
قال تعالى
فان الله اعد للمحسنات منكن اجرا عظيما
وفي اية اخرى
يا نساء النبي من يأتي منكن فاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا
ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها اجرها مرتين واعتدنا لها رزقا كريما
وعسى ربه: لمن احب معرفة اللغة العربية ومداليلها هي للتحقق دالة على ارادة الله
ولكن لماذا لم يقع الطلاق في الدنيا؟؟
صونا لكرامة النبي من ان يتهم في عرضه والعياذ بالله وحفظا للقرءان من التحريف وارغاما لانف عائشة وحفصة لان الاخيرة كانت قد تكبرت مع غيرها على النبي قبل ذلك وايضا نزل بها قرآن قوله تعالى في سورة الاحزاب (يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن واسرحكن سراحا جميلا ,وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فان الله اعد للمحسنات منكن اجرا عظيما ...)
تدل كما عليه تفاسير الفريقين ان بعض ازواج النبي (ص) كانت لا ترضى العيش مع النبي (ص)بتقشف وشظف العيش الذي كان في بيت النبوة فرفعت عقيرتها بالشكوى طالبة التوسعة وايتاء زينة الحياة الدنيا تريد قسما من كنز آل ابي الحقيق الذي اصابه النبي في غزوة خيبر واستنكرت توزيعه على المسلمين فقالت للنبي (ص)(لعلك ترى انك إن طلقتنا أن نجد الاكفاء من قومنا يتزوجونا )والقول لحفصة بنت عمر وحفصة لا تتصرف بدون تدبير عائشة , فنزلت الاية مخيرة نساء النبي (ص) بين مفارقة النبي (ص)ولهن ما يردن وبين ان يبقين عنده ولهن ما للنبي ولطالما روى اصحاب الصحاح احاديث لطم احداهن من والدها بسبب اغضاب النبي (ص)وايذائه .
مما يدل على ان الجمع بين سعة العيش والتمتع بزينة الحياة الدنيا والعيش مع النبي (ص)لا يجتمعان .
وتدل الاية ايضا على ان الكرامة ليست للزوجية من النبي (ص)بل الكرامة من الاحسان والتقوى (لستن كاحد من النساء ان اتقيتن )

وبالعودة الى سورة التحريم وآية عسى ربه إن طلقكن ، لماذا ساق سبحانه وتعالى الاستغناء(الطلاق) بالترجي (عسى ربه)؟

ولماذا علق خبر لازواجه البديلة من صفات الكرامة مسلمات.... الى اخر الاية

اما قول بعض المفسرين بأن الزوجية من الرسول فيه خيرية شرف للزوجات لانهن زوجات نبي فهو قول فاسد بدليل السورة نفسها
ضرب الله مثلا للذين كفرواامرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما...الى اخر الاية
لماذا ضرب الله هذا المثل ولمن ضرب المثل
وفي الكلام الالهي المثل يضرب للاشباه والنظائر

ومن لا يعجبه قولنا فليشتكي الى ام المؤمنين التي قتلها معاوية او يعترض على الله وكتابه