أيهما أفضل ، الاستعمار أم خراب العقول والديار ؟

.. يمنعون التفكير خارج رؤيتهم مهما كانت قبيحة، لقد عـُـرف هؤلاء المنافقون بالحقد على من يخالفهم الرأي وعـُرفوا وباستغلال الدين لكسب السذج، و العمل بما ينافيه من نفاق و كذب ، الرأي الآخر يعد كفرا، أعني فاشية ، دكتاتورية أكثر سوءا من مساوي الجرذافي و مبارك و صالح و النعجة مجتمعة بل أكثر قبحا.
يدركون أن القفز فوق رؤيتهم يجعل الإنسان في علاقة مباشرة مع ربه في إيمان حر، الأمر الذي يسحب منهم سلطتهم و وصايتهم على ديننا، فيقررون أن انتخابهم هو الطريق إلى الجنة وكل الطرق الأخرى تؤدي إلى النار مباشرة بدون المرور على روما لبعض الوقت، لتـُعمى بصيرة الإنسان عن حقوق الإنسان رغم الأمم المتحدة وثقافة العصر، مما يتنافى مع مبادئ العدالة التي أوجدها الرب وقبلتها الإنسانية. فما و لما هذه الدكتاتورية؟
......

قبل ارتكاب السادات لخطأه الفظيع بالسماح لمن يدعون أنهم إخوان و أنهم مسلمون بالخروج من جحورهم ،لاستغلالهم في محاربة القوى اليسارية إلى حين،..قبل ذلك الخطأ لم نكن نعرف وقتئذ ذقونا ولا زبيبا ، لا حجابا ولا نقابا ، ولا عنصرية دينية كعنصرية إسرائيل التي يدعون التبرء منها!!!.وكانت أخلاق الناس و معاملاتهم أفضل كثيرا. نالوا فرصة للانتقام من دفن عبد الناصر لهم، فانتشرت العصابات المتطرفة الدينية التي ابتدأت باغتيال الشيخ الذهبي بطريقة بشعة، تم إرهاب السياح و زرع المتفجرات،ثم استبقوا السادات فاغتالوه، كان كل ما ينتج عن مدعي التدين يعمل في مصلحة الصهاينة و يعمل على عرقلة مصر و زيادة آلامها ، ذلك حدث بعد خسارة اسرائيل في حرب أكتوبر المجيدة. ألا يدعو هذا لبعض التأمل والتمهل؟
.....
لننظر كيف كان نفاق مؤسس هذه الحركة الذي جـُهزت قبل تأسيس إسرائيل ببعض الوقت ثم استوت وحان قطافها مع انبثاق إسرائيل تماما :
.... ويذكر الكتاب أن الإخوان نافقوا الملك فاروق؛ حيث كتب حسن البنا في "مجلة الإخوان المسلمون" 9/2/1937 مقالة بعنوان "حامي المصحف"- يقصد فاروق- يقول فيها: إن 300 مليون مسلم في العالم تهفوا أرواحهم إلى الملك الفاضل الذي يبايعهم على أن يكون حاميا للمصحف، وأكبر الظن أن الله قد اختار لهذه الهداية العامة الفاروق، فعلى بركة الله يا جلالة الملك".
.....
إن النكسة العسكرية التي حدثت في عالمنا العربي سنة 1967 ، كانت وبالا ما نزال نعاني من آثاره ، وعندما بدأنا ترميم البناء، الذي حاول المصريون خلاله عبور تلك النكسة والحقوا بالصهاينة هزيمة مضادة سنة 1973، لم يهمل الصهاينة امتنا فرصة لجمع أنفاسها لأجل مزيد من الترميم والبناء، إذ خرجت من تحت الأرض قوة مدفوعة باندفاع مريب، بدأت بإبراز كريمان حمزة ، تلك المذيعة الذي أعدت برنامج تشيع فيه للحجاب الذي لم يكن معروفا في أوائل السبعينات من القرن الماضي، حيث كانت تشرح للنساء طريقة استعماله و ما تدعيه من فوائده وميزة توفير تكلفة مصففي الشعر وكسب القليل من الأجر فوق ذلك. ثم انتشر الحجاب والنقاب و محلات متخصصة في ملابس المتخلفات، ليصبح منظر الشارع المصري مشوها بجدارة للأسف، ثم بداء وفود البسطاء الذين كانوا يعملون بالسعودية، جاءوا بذقونهم و جلابيبهم و مظاهر التخلف للرجل أيضا، ليضيفوا لمظاهر التشوه المزيد من القبح. من سيساند أو يرغب في التشرف بالتعاون مع أمة تعج بمظاهر عدم التمدن و التقهقر بعد أن كانت متحضرة تفخر بتاريخها كله و بدون تمييز عنصري يستند على الدين!! ويترك أمة متمدنة مظهرها يسر الناظرين و إن كان يعلم أنها مغتصبة لحقوق الغير.؟؟؟
.....
لقد كان همي العام هو دكتاتوريات وطننا العربي، والحجر على المرأة و سوقها للمزيد من الظلام المستمد من ثقافتنا المشوهة بتزييف العقيدة والأعراف العتيقة التي لم تعد تتماشى مع عصر العالم المفتوح. وكنت دائما أقول في كتاباتي أن الإنسان العربي يمتاز بقدراته على ركوبه الصعب، ويستطيع القفز لمراتب عالية من التمدن والتطور لو وجد فرصته ، كنت أصر على هذا رغم مخالفة الكثيرين . وفعلا أثبتت ثورات 2011 صحة هذا الرأي، لكن المصيبة التي نغرق فيها الآن هي تسلل المتأسلمين للاستحواذ على السلطة التي ستعطيهم الوسيلة للسيطرة والابتزاز في فاشية دينية عنصرية، وفي إرهاب تكفيري ، اشعر أن مصير شعوبنا التي أنهكها التعب من معاناة الدكتاتوريات، سيكون الوقوع في شرك هذا التعصب الديني المتخلف وسيلقى بأمتنا في بئر مظلم عميق، يعج بالثعابين والعقارب السامة التي تقضي على مستقبل امتنا العربية و آمالها في الوحدة والتقدم والتحضر، كما تتمنى الصهيونية العالمية تماما. إن كل متنور يرعى الخالق في ضميره، يتمنى أن يترك الحياة في رحلة إلى الجحيم مباشرة، قبل أن يرى هذه (المصيبة ) التي ستضاف تاريخيا "لنكبة" 1948 و "نكسة" 1967. وستكون القاضية.
.....
أريد أن اختم بالقول :