(02-05-2012, 12:34 AM)بهجت كتب:  عاشق الكلمة .. مساء الخير .
لا أسعى يا صديقي إلى الحديث عن السياسة الأمريكية حيال مصر الآن ، فتلك قضية كبيرة و منفصلة .
حديثي أردته محصورا حول التقييم الأمريكي للموقف السياسي المصري ومستقبله ، وما يخص سلوك المجلس العسكري و نواياه .
وهو كما ترى يطابق تصوراتنا و التي بح صوتي في الحديث عنها منذ شهر مارس الماضي و حتى اليوم . سلطة إنتقالية مؤقتة فرضتها الأمر الواقع أو الضرورة force majeure ،و أن المجلس العسكري يسعى بالفعل إلى تنفيذ وعوده التي قطعها على نفسه بتسليم السلطة إلى الممثلين الشرعيين للشعب المصري .
وضعت تلك الشهادة للزملاء الذين يسيرون خلف أوهامهم الخاصة ، و يتصورون مصر مرتعا للصبية التي يطلقون على أنفسهم أوصافا مثل الثوار و محرري مصر و الأناركية و الحرس الثوري .. أو كما قرأت في أحد مواقع الفيس بوك " عصابة حمادة وتوتو ".
ما يحدث من محاولات يائسة لن يغير من الأمر شيئا سوى أن يجعل التغيير باهظ الثمن . مصر لن تسقط في " حجر " عصابة حمادة وتوتو . لو كان هناك تحالف كما يقال بين الإخوان و القوات المسلحة ، فسيكون تحالف بين القوى الشعبية و القوى المسلحة ،و هو تحالف قاهر يتعامل مع قوى الفوضى من منطلق الرحمة و حقن الدماء و ليس الندية .

يا أخى العزيز :
الموقف فى مصر ليس بكل هذا التعقيد , تقييم الوضع السياسى المصرى الحالى لا يحتاج لشهادة أمريكية , كل مصرى لديه ذرة من ضمير أو عقل لابد أن يعى أن المجلس العسكرى يدير البلاد بحكم الضرورة القصوى , وأنه فى طريقه لتسليم البلاد الى السلطات الشرعية المنتخبة شعبيا , فلو أن المجلس العسكرى لايريد تسليم السلطة فلن يسمح بأنشاء الأحزاب ولن يسمح باجراء أنتخابات برلمانية ليأتى بمن ينازعونه السلطة , لن يسمح لحيوان يقف فى البرلمان الذى سمح بوجوده ليطالب بمحاكمة المشير ويقول أن مكانه الطبيعى الأن هو السجن !

بل على العكس أنا أرى أن الأمريكان هم من يعقدون ويصعبون الأمور علينا , فما يقال عبر القنوات الدبلوماسية ليس هونفسه ما يتم تدبيره سرا , وكما قلت أنت أننا لا نعيش وحدنا فى المنطقة بمعزل عن العالم , أنت ترى أن ما بيننا وبين أمريكا وأسرائيل هو صراع سياسى وأنا أراه مؤامرة , فالصراع لا يكون الا بين قوى متكافئة , لكن أن تعمل قوة على تدمير قوة أخرى بشكل غير معلن فتلك هى المؤامرة فى أبهى صورها .

يعنى على سبيل المثال وبخصوص قضية تمويل منظمات المجتمع المدنى , القانون الأمريكى يمنع أى تمويل سياسى من أى هيئة أجنبية داخل الولايات المتحدة , وفى نفس الوقت يضغطون على الحكومة المصرية لقبول التمويل الأمريكى للمنظمات الغير حكومية داخل مصر !

http://www.fec.gov/pages/brochures/foreign.shtml

ما يحدث بمصر الأن من أنقسام هو نتيجة هذا التمويل الأمريكى , كل الأدلة تشير الى ذلك , لو تابعت صفحات كل النخبة التى تدعى الثورية على تويتر والفيس بوك فلابد أن تتأكد من خلال تعليقاتهم أن هؤلاء ممولون من الخارج , ستتأكد أن لهم أهداف غير وطنية , فلا يوجد داع لأن تبح صوتك مع هؤلاء , فمهما قلت ومهما كتبت ومهما بدوت عقلانى فلن يستمع لك أحد , فلغة المال أقوى من لغة العقل , والوطنية مبتأكلش عيش اليومين دول .

أكاد أجزم أن كل تلك الكلاب لم يؤدى أحدا منهم الخدمة العسكرية , بالنسبة للنساء منهم هذا أمر مفهوم , أما الخولات من أمثال يسرى فودة وعلاء الأسوانى وبلال فضل وعمرو واكد وغيرهم فالبتأكيد لم يؤد أحدهم تللك الخدمة , كذلك من يهاجمون مقرات الداخلية والجيش , وتلك أحدى سلبيات القوات المسلحة أنها أعفت دفعات كثيرة من التجنيد الأجبارى , وكان يجب تجنيدهم وأستغلالهم ولو فى تعمير الصحراء , فكما تعلمنا أن اللى مبرهوش أبوه وأمه يربيه الجيش , ودى ناس ناقصة تربية .