وفقا لما ورد عن جماهير الألتراس ومفهومهم وأسلوبهم فهم (الالتراس تحمل اربعة مباديء اساسية عالمية‮: ‬لا يتوقف الغناء أو التشجيع خلال المباراة مهما كانت النتيجة‮. ‬يمنع الجلوس اثناء المباراة‮.. ‬حضور اكبر عدد من المباريات ذهابا وايابا بغض النظر عن التكاليف أو المسافة،‮ ‬ويظل الولاء‮ ‬قائما للمجموعة المكونة‮).


فهى ظاهرة لا تمت للتحضر ولكنها نوعا من الغوغائية وليس مطلوبا ان ندافع عن ضحايا الغوغائية ولكن المطلوب ان نجفف منابع الغوغائية كما تجفف امريكا منابع الارهاب.


بالطبع هناك فئة من السفهاء يمكنها ان تقتل بعضها البعض من اجل نقاش كروى وهذه الفئة لا تعنينى فى هذا المقام، فهى غير مجبرة على هذا ولكن ما يعنينى هو نموذج (هيثم) فهذا النموذج يعتبر نموذج لطفل شوارع اسعده الحظ بأن تولى احد دور الايتام رعايته هو وزوجته حتى شب ومثل هذا النموذج غالبا يبحث عن شيئان:


1) مصدر رزق
2) كيان اجتماعى ينتمى له يعوضه عن الآسرة والعائلة


وكونه يتحمل السفر بزوجته (الحامل فى ثلاث شهور) من القاهرة لبورسعيد فى يوم يعد يوم شاق على الرجل القوى فما حال المرآة الحامل ، هل يعتقد الزملاء ان محبة الكرة وعشقها هو السبب؟ ام بضعة جنيهات هى السبب ؟ ام شرط الانتماء لكيان اجتماعى يوفر له نوعا من الحماية والشعور بالذات هو السبب ؟


نموذج (هيثم) وأمثاله من المعوزين ماليا هم وقود لكل أشكال الارتداد الحضارى من جريمة الى غوغائية الى انحطاط القيم الى الأرهاب ، واتمنى معرفة رأى الاخوة الاقباط لوكان جماهير الالتراس تبادلوا الادوار والتحقوا بحركة من حركات الجماعة الاسلامية وهاجموا كنيسة؟ طبعا سيكون رد الفعل مختلف ويتم المطالبة بالحماية الدولية.


نحن امام ظاهرة اسمها الاتجار بالبشر لتحقيق اغراض معينة سواء يفعلها فريق كرة قدم او فلول او تيارات سياسية ودينية ... هذا هو ما أراه يستحق البحث فيه وعنه.


ومن هنا يجب التوقف لنسأل أنفسنا ... هل الثورة ستحقق هذا لهيثم وامثاله ... الكلام حلو والحلم جميل ولكن الواقع هو الفيصل ومربط العقل والأمر.


هل سنقول لهيثم وامثاله انتظروا عندما نعدم المخلوع ورموز النظام وفلول الوطنى وتجار الاديان حتى نعيد لكم إنسانيتكم ونحرر إرادتكم ؟


هل يفهم الثوار مبادئ الاقتصاد ؟


هل يفهمون تأثير ما يحدث على دخل مصر ؟ وهل يفهمون كيف يتحقق الأمن وشروط تحقيقه ؟


يجب أن أوفر مصدر رزق لإطعام البطون الجائعة وإلا فعلى البلد السلام.


فنحن امام تطاحن قوى وامام صراع رؤوس اموال يتم توجيهها من الداخل او من الخارج .. ولن اشغل بالى هل المؤامرة من الداخل او من الخارج ولكن ما يستحق ان نشغل بالنا به هو سقوط الحاجز بين التمسك بالفضيلة والانهيار ... الهامش يتضائل يوما بعد يوم.


ومن يستشهد على صحة موقف ضحايا مذبحة بورسعيد بأنهم خريجوا جامعات فقد استنجد بى الاسبوع الماضى شاب وفتاة من احدى المحافظات .. الاول خريج كلية علوم ويرجونى اى عمل حتى لو يمسح البلاط والثانية خريجة كلية طب بيطرى وبكت امامى لأتوسط لها لدى وزارة الزراعة لفرصة عمل بدلا من الصيدلية التى تعمل بها مقابل مائة وخمسين جنيه وتمسح الصيدلية وتتعرض لمطالب السوقة لشراء المقويات الجنسية بصورة بذيئة تهينها.


يوما بعد يوم تتآكل ورقة التوت وستختفى وتظهر سوءاتنا بما سنتحسر معه على ايام زمان ونقول يا يوم من ايام الحزب الوطنى وفلوله رغم انهم سبب رئيسى فيما وصلنا له ولكننا نكمل بإيقاع سريع فى شهور ما لم يحققوه عبر سنوات.