لنا في هذا المكان زملاء علويين،ولنا في الواقع أصدقاء علويين،درسنا مع بعضنا،وأكلنا وشربنا مع بعضنا،ونعرفهم أنهم جزء من هذا الشعب "المعتّر"،فباستثناء "القاف" التي يقولوها أحدهم "كامتياز" في دوائر الدولة لتسيير معاملاته وشؤونه،وباستثناء "القريب الضابط" الذي يؤمن وظيفة،فان العلويين يعيشون في فقر وبؤس مثلهم مثل بقية الشعب السوري.
في الثورة السورية،فان العلويين بغالبهم انقلبوا مع النظام،وأبرزوا وجوها لم نراها من قبل،ويرددون ذات الاسطوانة في كل زمان وكل مكان وكأن هناك "مدارس" علوية خاصة درستهم هذا الكلام!
اتهام الثورة السورية بانها مسلحة من البداية...اتهام الثورة السورية بانها طائفية...اتهام الثورة السورية بانها عميلة امريكية اسرائيلية هي الرابط المشترك بين جميع الاطروحات التي يقول بها مناصري النظام من العلويين.
بطبيعة الحال اتهامات هذه اتهامات النظام عموما،ولا تخص انصاره العلويين فقط،لكنها عند العلويين تأخذ منحى أكثر خطورة،فهي يرددها الكبير فيهم والصغير والمثقف والجاهل حتى أصبحت تشعر انك تتعامل مع كتلة بشرية واحدة لا مجال لاقناعها بغير ذلك مهما فعلت،كذلك طبيعة الاتهامات خطيرة ،حيث أنها "تنهيك" كسوري وكانسان بالمعنى الحرفي والقانوني والاخلاقي والوطني للكلمة!
بطبيعة الحال لو قمنا بعملية "فلاش باك" لسلوكيات النظام السوري فانه على مدى اربعين عاما ماضية يستخدم هذه التهم ضد كل من عارضه...سواء كان شخص او جماعة أو حزب او حتى دولة،ومنذ أربعين عاما والنظام يستخدم هذه التهمة السحرية لسحق وقتل أي معارض له،لذلك كان الحراك الحالي "ضربة" موجعة للنظام،فهو لا يعرف شخص او جهة او حزب محدد لكي يوجه له التهم مثل هذه،فصار يوجهها جزافا على شكل مضحك فضح كل اتهاماته السابقة وأسقطها.
وبالتعاقب وترتيبا على ذلك وبالعودة الى موضوع رأي العلويين الستاندرد في هذه الثورة،وبعد عدة نقاشات في المنتديات،مع أشخاص يفترض فيهم الحد الادنى من الكياسة والثقافة والعلم،وجدت انهم -في غالبهم الاعم- يرددون ذات اسطوانة النظام بطريقة ببغائية،وبرغم كل الادلة والاثباتات التي تقدمها لهم من انهم مخطئين،فانهم لا يتزحزحون عن الفكرة الواحدة "طائفية...مسلحين...عملاء..قندهاريين"...(ولا استبعد ان أرى ان احدهم في هذا الموضوع يردد هذه التهم السخيفة ضدي كما سترون ).
اليوم مثلا اجد مداخلات لشخص -يبدو انه علوي- في الفيسبوك...يقول فيها تعليقا على ما يجري في سوريا:

اقتباس:اي حرية !! روحوا بالأول نظفوا حالكم من وساخة الطائفية و تحضروا بكلامكم و تثقفوا بكتبكم بعدين قولوا حرية ، يلي عم يصير مابيقرب لا الحرية ولا الديمقراطية بشيء . مافي دولة بالعالم بتسمح بحمل السلاح ضدها و كل مين بيحمل السلاح بالقانون الدولي يجب إعدامه و خصوصا بهذا الوقت . روحوا بالأول حرروا عقولكم من التخلف و بعدين تعوا احكوا حرية . قال شو شاهد عيان شاف انسان ماشي بدون راس !! تضربوا انتوا و هيك استخفاف بالعقول

وفي مداخلة أخرى لنفس الشخص:

اقتباس:عمار : لا تضحك ع حالك من بداية الاحداث تدمير المحكمة و ممتلكات الدولة بدرعا عرفت انو في شي غلط ، بعدين خليك عامل تحالف مع الشيطان ( امريكا و ملحقاتها في الخليج ) و نحن إلنا الله . و مارح يقطعوا عنا االهواء و المايه ، الله بعينا ع الظلم .
عنجد شو بدك بالحكي كستروا قلبها لسودان رايس و كلينتون و الان جوبيه عنجد ماعرفت أديه هنن انسانيين لهل درجة . الله يرحم ترابك يا حنظلة

طبعا ليس لدي احصاءات موثقة او علمية،انما انا شخص موجود في الانترنت،واخذ تجاربي الشخصية كــ"مؤشر" ،فأنا كنت اكتب في منتدى طبيعي وكان العلويين الذين احاورهم يلتفون -بدرجات متفاوتة -حول هذه التهم "طائفية..مسلحين...عملاء امريكا واسرائيل".....في نادي الفكر لا يختلف الامر كثيرا....بل يظهر بشكل جلي في مداخلات رفيق كامل...وفي الفيسبوك كما اسلفنا.

السؤال الذي أريد طرحه:
هل العلويين مقتنعين بهذه التهم السخيفة التي يرددها النظام ضد مخالفيه من اربعين عاما؟...أم أنهم يعرفون انها كاذبة ولكنهم يدافعون عن النظام ويحاولون اختلاق حجج لتغطية الدفاع عن نظام مجرم؟
السؤال الاكبر والاخطر :هل هذا النظام....باخلاقه الحقيرة المتدنية..باجراميته التي شهدها القاصي والداني...بحقارته التي لا تنتهي..يمثل حقا المجتمع العلوي الداخلي؟