حشر العلماني موضوع ذبح اليهود في المدينة، رغم أنه لا علاقة له بالجغرافيا وأثرها على توليد الاجتماع البشري.

هذا أسميه نكوشة غير محمودة، وهي رمي المحاور بكتلة من العقد لينشغل بها عن القضية، ويقوم بها عادة أصحاب الحجج الضعيفة في الموضوع المعين، فيهربون لما يظنون أن لهم به قوة وأن لمحاورهم به ضعفا.

حالي وحال الزميل، تشبيها لمن يقرؤنا ممن لا يؤمن بالله ورسوله واليوم الأخر، كحال من يجد زارعا يتباهى بشجرة شماء باسقة مثمرة، فبدل أن يبحث في جذرها وكيفية زراعتها، ينشغل بدودة وجدها في ثمرة من آلاف الثمار، على أننا قد اختلفنا معا في نوع الشجرة قبل نظرنا إلى ثمارها، وأننا لا نسلم له بأن ما وجده ويظن أنه دودة هو دودة فعلا!

فنحن لم نختلف سياسيا وفكريا مع العلماني فحسب، بل اختلفنا معه في كل شيء، من كيفية اكتسابه للمعرفة، إخاله يراها انعكاس واقع على الدماغ، وكيفية حكمه عليها، وحقيقة وجود ما قبل هذه الحياة، وعلاقته بها وأثره عليها، وحقيقة وجود ما بعد هذه الحياة، وعلاقته بها.

وزيادة، فإن الزميل يبغض الإسلاميين كما صرّح، وبغضك للشيء يعمي ويصمّ، بل ويقفز على قواعد النسبة في اللغة العربية ليسميهم إسلامويين، من باب التحقير بظنه ربما، كما سمّت قريش قبله المسلمبن بالصباة، سنة الذين خلوا من قبل.

ثم إن الزميل يبغض الإسلام نفسه ،ويسمي أذانه بنهيق الحمير، ويبغض مؤسسه، ومن العسير في هذه الحالة أن يجد شيئا صحيحا في مقالي، وكيف يجد وهو يرى أن مصدري الذي هو الإسلام ليس في صحيحه جديد، وليس في جديده صحيح، ولعله لا يراني إلا أخا مسلما أو تحريريا متخفيا... أتبع من هم بنظره مجرمون خونة إرهابيون يستحقون الإقصاء لاتباعهم محمدا، من مثل عزّ الدين القسّام وتقيّ الدين النبهاني وأحمد الداعور ومحمد حسين هيكل(غير حسنين) ومحمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر ومحمد حسين فضل الله... هؤلاء ليسوا إلا إسلاميون ظلاميون، مكانهم مشانق عبدالناصر مع سيد قطب وغيره ممن علّقوا على مشانق الطغاة.

يصمت حق التعبير وتقبل الآخر إن كان إسلاميا، وتحل محله لغة زوّار الفجر والتأبيد في السجون وعلى أعواد المشانق للمحظوظين.