(02-09-2012, 12:08 PM)عبدالله بن محمد بن ابراهيم كتب:  لطالما كنت اتكلم عن البغضاء و الحقد اللذين تزرعهما الطائفية تجاه الاغيار, و هنا اعتقد ان المثل على ذلك اوضح من ان يكتم. لا اتكلم هنا عن طائفة بعينها و لكني اصف كل الطوائف دون استثناء, فعند ابن الطائفة دائما ما تكون طائفته على حق اما الآخرون فهم القوادون العكاريت!!!
انا ملحد من اصول سنية شافعية, اما ابي فهو رجل متدين, لكنه لم يكن طائفيا يوما ما, بل العكس تماما, فهو يعتبر نفسه من اتباع مدرسة الامام الحسين و يكن احتراما عميقا للسيد موسى الصدر لما يمثله السيد من فكر وطني معتدل. اكثر من ذلك, فنحن نعيش في بيئة من الطائفتين الشيعية و السنية( اما انا كملحد فاسميهما الحسينية و المحمدية) و بحكم اختلاطي بالجميع, و لاني لاديني فباستطاعتي ان احكم بالعدل عليهما, لذلك اقول ان الدينيين لاي طائفة انتموا متشابهون,ففيهم المتطرف و فيهم المعتدل و فيهم المتعصب جدا و.... اريد ان اقول اننا نعيش في مجتمع مختلط و بكل موضوعية اقول ان الناس من حيث التعامل معي جد متشابهين فما الفارق بالنسبة لي بين السني و الشيعي و المسيحي؟ .... الطف ما في الامر اني كنت على معرفة بشابين دينيين, احدهما سني و الآخر شيعي, لا يصليان و لا يصومان و لا ياتيان بفريضة دينية! اكثر من ذلك هما يعاقران الخمرة و يلعبان الميسر, حتى انهما يتعاطيان الهباب الابيض... يفعلان كل هذه الامور سوية... حتى انهما يحملان الاسم ذاته...الطريف في الامر انهما اقتتلا احدى المرات قتالا عنيفا كاد يودي بهما بسبب نقاش عن الطائفتين, فهل منكم من يستطيع ان يقول لي كيف اميز بينهما؟
لم ار نقاشا علميا موضوعيا في الموضوع المطروح لذلك اريد ان اعبر عن وجهة نظري بشكل موضوعي و حضاري قد لا يعجب البعض....
اقول, و من وجهة نظر الدينيين الاسلاميين, لا تزر وازرة وزر اخرى! فاذا كان البعض يعتبر ان السيد حسن اخطا في موقفه مع النظام السوري فهذا لا يبيح له السباب و الشتائم و النعوت يطلقها في حق السيد كيفما اتفق! للسيد حسن تاريخ طويل من النضال ضد الغاصب الاسرائيلي و هذا التاريخ هو تاريخ مشرف اعترف به اللبنانيون جميعا بل العرب اجمعين فان كان السيد قد اخطأ فتاريخه يشفع له خطأه, هذا لمن يعتبر ان السيد اخطأ! على كل حال انا انسان حر و احترم حرية الآخرين لذلك اقول ان السيد حر في مواقفه كما ان الآخرين احرار في مواقفهم و هذا هو لب حرية الرأي و التعبير(الديموقراطية كما يقولون)! فاذا اختلف رأي احد ما عن راي السيد فله ان يطرح رايه بشكل حضاري و موضوعي و يدحض حجج السيد بشكل راقي, و لا ينتهز فرصة وجود النادي لصب جام غضبه و تفجير حقده على السيد بالشكل الذي لمسته في مداخلات الموضوع. عيب!!!
عني اقول, كنت و لا ازال اكره الانظمة العربية جميعها كرها كبيرا لكني لم اتوجه بهذا الكره يوما الى شخص بذاته, لان العيب ليس في شخص فحسب بل هو في النظام و التركيبة الفكرية العصبية العشائرية, فشعوبنا لم ترتق بعد الى المستوى الفكري المطلوب لاقامة دولة القانون و الانسان! كل نفر في مجتمعاتنا الا الاحرار يعتبر نفسه فوق القانون او يسعى بواسطة النافذين لكي يكون كذلك! لم نصل الى قناعة بعد بان القانون يجب ان يكون فوق الجميع و اولهم علية القوم! لغاية الآن يعتبر الناس في مجتمعاتنا ان القوانين هي امر معاكس للحرية, اما الاحرار فيعرفون ان القانون هو حدود الحرية فلولا الحرية لما وجدت القوانين من اصلها و من ذا يحاسب سيدا في عبده؟
من هنا اقول ان العيب كامن في الانظمة العائلية الاسرية لانها تضع اسرة ما او فئات ما فوق القوانين و تتخذ من عبادة الشخصية وسيلة اساسية لها لتركيز صورة الرئيس المفدى و القائد الملهم على انه يمثل القدرة الالهية على الارض! فبالروح بالدم...و بابي انت و امي....و عند الانتخابات نذهب لنقترع بالدماء...بعدها تكون النتيجة 99.99%... و يبدأ البحث عن الخائن الذي تغيب عن اداء الطاعة و الولاء....السؤال الآن: هل كان الشعب السوري ينافق في اظهار مشاعره تجاه الرئيس طيلة اربعين عاما؟ فاذا كان لا ينافق فمعنى ذلك انه كان فعلا على وئام مع قيادته! اذن ماذا حصل فجاة لكي يثور؟ لم يتغير شيء فلما الثورة؟ اما اذا كان ينافق فكيف لنا ان نتاكد انه لا ينافق اليوم في ثورته؟ امر محير فعلا!!!
على كل حال انا ضد ما يحصل اليوم في سوريا و اعتقد ان النظام يتحمل مسؤولية ما يجري كونه مولج بحماية و امن المواطنين... لكني اعتقد ان القصة هنا ابعد بكثير مما هو معلن! الذي يجري الآن هو اعادة تركيب الخريطة العربية و الشرق اوسطية بشكل يتلاءم مع مصالح اميركا و اسرائيل! و هو امر جرى له التخطيط منذ اكثر من مئة عام! لا اعتقد ان احدا منكم لم يشاهد الخارطة التي يبرزها آرييل شارون الرئيس الاسبق للحكومة الاسرائيلية و التي تظهر بوضوح كيف يريد النظام الاميركي تقسيم الشرق الاوسط الى دويلات ضعيفة لا حول لها و لا قوة! العراق...السودان...و الدور الآن على مصر و سوريا...اذا تابعنا المشاهدة دون تدخل فعال لايقاف مشروع تفتيت الوطن العربي فالنتيجة الحتمية لذلك ستكون اربع دويلات في سوريا...خمسة في لبنان...ثلاثة في اليمن و هكذا دواليك...وهنا اقول اني اوافق السيد حسن بان هذا المشروع موجود و هناك سعي جبار يبذل لتحقيقه. لمن يعتقد ان النظام الاميركي و الاسرائيلي يريد مصلحتنا اقول انت مخطىء كما هو مخطىء من يعتقد ان خلاص شعوبنا رهن بيد غيرنا!!