عزيزي علي
من فمك أدينك، ما علاقة حزب الله بمطالب الشعب السوري، لماذا يتدخل نصرالله بمطالب الشعب السوري؟
ثم العرعور ليس طائفياً لم أرَ منه هذه الطائفية، وحتى لو كان كذلك، فلا علاقة للعرعور بالثورة السورية، يعني كل شخص بيطلع بيحكي بالثورة السورية أو بيدعمها بيصير هو ممثل الثورة السورية؟ وعفكرة العرعور ولو أنه دعم الثورة وله مؤيدين لكن أغلب من يتحدثون عنه بسوريا يؤيدون "جكارة" بالموالين الذين يكرهونه. لكن ليس له أي شعبية على الأرض، خصوصاً عندما انتقد المجلس الوطني السوري، والذي على فكرة تأسس بدفع من الداخل وهو الممثل الفعلي الوحيد للثورة في الخارج.

لو كانت الثورة السورية تعمل بشكل طائفي لشفت الدم للركب بدمشق مثلاً حيث هناك علويين، أو بأي مدينة حيث يوجد الكثير من العلويين، أنا بشغلي في شي 10 علوية معي وأعمل معهم بشكل يومي وأنا مع الثورة للعظم حتى أني مع تسليحها والحسم العسكري.
يعني في كثير نازيين جدد مع القضية الفلسطينية، ومعادين لليهود، فما علاقتنا نحن بهم؟! هل يعقل أن يطلع فلسطيني كل يوم يقول أنا مالي علاقة بهالنازي وذاك؟! فاضيين لهالشغلة الناس.
كذلك الثورة السورية ليست متهمة لتدافع عن نفسها. هي ما زالت ثورة نظيفة نبيلة تدافع عن مطالب مشروعة، بأن يتوقف القمع واستئثار السلطة من قبل نظام غير محتمل.
وأنت رحت لسوريا وشفت طبيعة هالنظام الذي يقمع الجميع ولا يسمح بالحديث بشكل جدي وحر. ما بعتقد فاتتك هالأمور. فلا أحد يسترجي يحكي بشكل مباشر ولا سيما بدمشق. أنت بالتأكيد لم تعرف شيئاً عن دمشق خصوصاً لأن لا أحد يتحدث بصراحة أمام غريب بدمشق، كل من حولي لا يتحدثون إلا لمن يثقون به، وهناك دعم متصاعد من تجار دمشق للثورة، ولكنك لو استمعت لهم وأنت غريب عنهم أو لا يثقون بك فستراهم أسديون للعظم ...
ولكن الأمور تتغير وتتحول يوماً بعد يوم.
ولم ترفع أي لافتة طائفية بسوريا خلال 11 شهراً، 11 شهراً من القتل وأحياناً القتل على الهوية وقتل واعتقال طائفي مقيت، ومع ذلك لم تتحول الثورة لحرب أهلية، وهذا ما يصيب النظام بمقتل وبالجنون، لأنه يريدها أن تتحول لحرب أهلية ولم ينجح في لعبته القذرة.
علي؛
لا تترك لمصالحك المذهبية المتطيفة حديثاً أن تعمي قلبك وروحك، وتمنع عنك نور الحقيقة.
هناك شعب يريد حريته، يريد أن يصنع مستقبله بنفسه. ولن يمنعه عنها أي شيء، لا الاتهامات بالطائفية ولا بالتسليح ولا بأي شيء، كل من يقوم بالتهجم على هذه الثورة سيخسر لاحقاً، لأنه سيبدو كعدو للشعب السوري وسيخسر رصيده عنده، لا سيما حزب الله الذي كان محترماً لدينا وكرهناه كرهاً شديداً اليوم، لا لطائفته ولكن لموقفه السياسي المقرف اتجاه قضيتنا العادلة لأسباب طائفية بشكل واضح لكل ذي لب.

أخيراً أجيبك عن دور حزب الله.
فحزب الله مع أننا رأيناه طائفياً، وأسوأ من العرعور بمراحل بإيمانه الأيدولوجي، ولقد صمتنا عن ذلك ولم نتدخل بإيمانه الطائفي الحسيني التشيعي وبولاية الفقيه التي تجعله رهين سياسات إيران لا أفكاره المحضة، رغم ذلك دعمناه أمام الصهيونية باعتباره أخاً لنا في الانتماء العربي. وليس لأننا نؤمن للحظة بأفكاره الدينية الطائفية.
ولكنه اليوم أثبت أنه طائفي بحت، ففي كل مكان ثورة حتى في البحرين حيث الثورة ضعيفة جداً، بينما في سوريا مؤامرة.
أي قبحٍ أكبر من هذا القبح، أي انكار لجميل الشعب السوري مع هذا الحزب ومع بيئته الحاضنة الشيعية. فمن أكلها وقتها بيئة حزب الله. واليوم لدينا بسوريا بيئة حاضنة للمقاومة المسحلة السورية ضد الحكم السوري الطائفي القمعي القذر، ولا يستطيع نصرالله رؤية ذلك؟!! ويراها عرعورية ووهابية ومدري شو؟!
لا يا صاحبي يا علي، لا يتحول شعب بين يوم وليلة لشعب طائفي، كل مابالقصة أن سوريا تشتاق لحريتها، وملت من قمع الأسد وكتائبه ومحاولته القذرة بتحويل الثورة لحرب أهلية.
كثير من أمور لا تعرفها. كان بإمكان المعتقلين أن يخبرونك عنها. من اعتقل وأخلي سبيله يقدرون بمئات الآلاف، عاملوهم بطائفية لا يمكن أن توصف غير التعذيب الذي لا يوجد إلا في بعض البلاد ومنها سوريا. وأول شيء يحدث لك في معتقل "علمانية" البعث، أن تعترف ببشار رباً لك.
هذه هي سوريا البعث، سوريا الأسد. ورغم ذلك لم تتحول لطائفية نهائياً، رغم أنه لو تحولت لذلك لما استغربت ولما حدت عن دعمي الكامل للثورة السورية، لأن من يدفع سوريا للطائفية هو النظام القذر بشكل لا يوصف.
لكن الثوار يثبتون كل يوم أنهم أعلى وأنبل وأرفع بمراحل من نظام ضعيف، غبي وقذر.

تحياتي.