مرحبا ..
اسمحوا لي بملاحظة عامة ..
هناك تعبير شائع هو comfort zone أي كل يسحب الموضوع إلى المنطقة التي تريحه نفسيا ، دون ان يجهد ذهنه في الذهاب إلى الموضوع نفسه حيث يوجد .
شيء من هذا حدث في الشريط ..كل يردد ما سبق أن قاله عشرات المرات دون أن يدرك أننا نتحدث في شيء مختلف .
لو قبلنا واقع التجزئة و اختلاق العدائيات التي لا يساندها منطق او مصلحة قومية أو وطنية ، فكل منكم أستاذ في موضوعه .. الهجوم على إيران و الشعية و أيضا الدفاع عن كلاهما .
و لكن لو رفضنا هذا المنطلق و أعدنا طرح القضية في جوهرها سنجد أن التوفيق ليس هنا ( ربما خرج ولم يعد ) .
ربما كنت أكثر الأصوات التي عارضت محور (إيران - سوريا - حزب الله - حماس - قطر ) عفة و تهذيبا ،و لكن ذلك لم يشفع لي لأكون أكثر المتحدثين تعرضا للهجوم و حتى الشتائم المباشرة ( كالعادة !) ، حتى ان زميلآ مثل اوارفي تعجب أن يكون أكثر مني هجوما على هذا المحور بما مس عقائد الشيعة ، فكان زميلنا رحمه يناديه بأخي بينما يخصني بأقسى ما في قاموسه من عنف لفظي ( هذا الموقف تم تصحيحه منذ فترة ) ! ، ربما إدراكا من المهاجم أين توجد المصداقية و العقلانية و بالتالي التأثير !.
و لكن مالدينا قلناه في وقته أما ان نحمل نفس الأفكار و الكلمات و المشاعر كل الوقت فهذا ليس شيئا جيدا .
أعتقد اني مصيب في رفض القضية و أرفض أيضا الإنزلاق فيها .
أننا نعتقد أننا نملك ما نفعل و نفكر فيه بينما نحن مدفوعون دفعا .
نحن نعبيش واقعا مفروضا علينا فرضا وهو لا يلائمنا ، نناقش و نتقاتل حول قضايا مفروضة علينا فرضا بلا أي فائدة ، و ما نفعله طوال الوقت هو الرقص على مزمار داوود و طبول العم سام خادمه المطيع .
فقط فلنبتعد ولو قليلا عن تلك comfort zone و نفكر لأنفسنا بعيدا عن مسلمات قادتنا إلى ان ندمر انفسنا بأيدينا .
في وضع الصراع و الحرب سوف يؤذي بعضنا بعضا ،و سيرتكب كل منا جرائما فظيعة في حق الآخر ،و لكن لو وثبنا فوق هذا الواقع العبثي مرة واحدة ، فسوف تنتهي العدائيات و يبدأ السلام و التعاون . لا توجد أي تناقضات حقيقية بيننا و بين الإيرانيين ، و العجب كله أن يأتي راقص يكتشف مؤامرة صهيونية إيرانية أمريكية إرضاء لسادته في الخليج فيصفق له (الطيبون) كزعيم قومي حرر مصر و هو يحرر سوريا الآن !.
علينا ألا نبحث عند الإيرانيين المساعدة بل التعاون الجاد . هذا هو الحل و تلك كانت القضية .