الأحد 2012/2/12 5:38 م

كتب - محمود زيدان
بعد الحملة الإعلامية المكثفة التي شنها الداعون إلى العصيان المدني والإضراب الشامل في يوم 11 فبراير, ورغم شدة هذه الحملة وانتشارها بطول البلاد وعرضها, لم يستجب الشعب المصري لها وواصل عمله راغبا في النهوض بوطنه رغما عن كل هذه الصعاب التي تحيط به من كل جانب, وقال الشعب كلمته وفشل العصيان المدني ليس لسبب سوي لكي يعطي الشعب درسا آخرا وليس بأخير لهؤلاء الذين يتاجرون بدماء المصريين وأرواحهم وقوت يومهم.

ولهذا وجه "المجلس العسكري" اليوم بيانا قدم فيه الشكر للمصريين على عدم استماعهم إلى هذه الدعوات التي أسماها بأكبر استفتاء جماهيري في كافة أنحاء الجمهورية, واصفا الشعب المصري صاحب الحضارة والتاريخ بالمعلم الذي عبر عن رأيه بكل إصرار.

ومشجعا لموقف الشعب المصري الذي قال لا للعودة إلى الوراء , لا للرهانات الخاسرة على مستقبل هذا الوطن والمغامرات الغير المحسوبة بمصير أبنائه, حيث ذهب الفلاح ليسجل كلمته في الحقل وهو يبذر ويغرس ويرجو الحصاد,وتوجهت الأيدي العاملة إلى المصانع أمام آلات تدور وماكينات تنتج , وكذلك العامل والموظف في المرافق والمصالح العامة والخاصة, والطبيب في المستشفي, والمعلم في مدرسته, والطالب في جامعته , ورجل القانون في صروح العدالة, وجميع المصريين في كل مكان على أرض الوطن .


ووجه البيان كل الامتنان لشعب مصر قائلا له" لا نستطيع مهما قلنا أن نوفيك حقك ، ولا نقدر مهما فعلنا أن نعبر لك عما يجيش في صدورنا من امتنان ، وما يجول في خاطرنا من تقدير وعرفان ,غير أننا كما تعهدنا معاً على عبور الهزيمة وتحقيق النصر وتحرير التراب الوطني ، فإننا نعدكم بكل شرف وإخلاص على العبور بالبلاد إلى بر الأمان وتحقيق النصر لثورتنا المجيدة في مسيرتها نحو الديمقراطية وحكم الشعب ، حينما نسلم أمانة الحكم إلى رئيس الجمهورية المنتخب قبل نهاية يونيو .


وأكد البيان على ضرورة تحقيق الوحدة بين الشعب، فجميعنا لدينا هدف واحد هو عزة مصر ورفعة أبنائها، وهذا لا يمنع من وجود الاختلاف ولكن ليس الاختلاف الذي يفرق بين المواطنين.


ودعا البيان جميع المصريين إلى التكاتف والحفاظ على وحدة الوطن وتماسكه في مواجهة المخاطر والتحديات حتى نحقق جميعا نصر الحرية كما حققنا نصر التحرير.