أتفق مع بهجت في موقفه المبدأي ، والذي أراه من أصواب الآراء التي " قال بها " والتي سمعت بها قديماً وحديثاً ، نحن " كعرب " شركاء مع " الفرس " و" كسنة " شركاء مع " الشيعة " ، والتفاعل الحضاري الذي أنتجه الإسلام في بوتقة واحدة بين العرب والفرس والترك والأكراد والشيعة والسنة كان تفاعلاً حضارياً رهيباً جداً وأنتج إنتاجات وأسهم اسهامات مهمة جداً للحضارة العربية والإسلامية خاصة والإنسانية عامة .

لكن قبل كل شيء علينا أن نصنع " ذاتنا " كعرب ، وأن نعيد تكوين دولتنا وكياننا الخاص لإعادة الموازنة والتوازن الطبيعي مع إيران ، ولإلقاء هذا الوضع الحالي والوضع السابق في سلة المهملات ، والبدء بتكوين تحالف وشراكة حضارية وفق أسس جديدة وتستند لأساسيات واضحة مثل عدم التدخل الإيراني في شؤوننا الداخلية وكذلك العكس - ومحاولة نفي وجود تدخل إيراني في أكثر من بلد عربي محاولة فاشلة وبائسة - .

لكن وفق الواقع الحالي فالشراكة مع إيران تواجه الكثير من المشكلات التي صنعها العرب والإيرانيون معاً مثل الموقف الإيراني من إحتلال العراق وأفغانستان وكذلك الموقف الإيراني من الثورة السورية والموقف الإيراني من سنة إيران وعربها ، وكذلك الحال مع الموقف السعودي من شيعة السعودية والموقف الخليجي من الثورة البحرينية والعداء الخليجي الإيراني الذي يقف حجر عثرة أمام أي محاولة تقارب حقيقية .