أستاذنا فهمي هويدي لا يسمع إلا لقناة الجزيرة..لذلك فهناك الكثير من الحقائق التي تغيب عنه..فهو يتصور المعركة بين شعب ونظام..بين متظاهرين وآلة قمع..وقد ثبت عدم صحة هذه النظرة بعد تقرير الدابي الأخير..ناهيك عن ثبوت تورط تنظيم القاعدة في الحرب ضد النظام السوري..ناهيك عن الجهل التام بشرائح وتوجهات كافة المسلحين المتمردين ضد النظام..

ولكن مع ذلك أعجبني رفض الأستاذ لأي تدخل أجنبي في شئون سوريا وأعجبتني أيضا هذه الكلمات لواقعية الأستاذ:

اقتباس:إن الملف السوري أشد تعقيدا مما يتصوره كثيرون. إذ لا خلاف على أن النظام القائم في دمشق يهيمن عليه حفنة من الأشرار، إلا أن القوى الخارجية التي تسعى لإسقاطه يحركها طابور طويل من الأشرار أيضا. الأمر الذي حيَّر كثيرين ممن صاروا يفاضلون بين الشيطان الذي يعرفونه والشيطان الذي لا يعرفونه.

اقتباس:إن بعض النخب يحفظون للنظام السوري وقفته إلى جانب المقاومة الفلسطينية، ويرون في تلك الوقفة حسنة تغفر له الكثير من سيئاته، في حين أن لديهم شكوكا في بعض عناصر معارضة النظام.

من الواضح أن الأستاذ فهمي هويدي في صراع مع معلوماته وعواطفه في آن واحد وهو ما جعله يطرح معطيات لم يبحث لها عن حلول...وبما أن أستاذنا لم يبحث عن الحل فالمقال في مجمله لم يقدم أي جديد..