الدلالة الثانية: إن الحوارات بين واشنطن والأخوان قد أحرزت تقدماً كبيراً عكسته تعهدات الأخوان للمسؤولين الأمريكيين بترجمة ما اتفقوا عليه في لقاءاتهم المشتركة إلى أفعال، وهو ما يدفع واشنطن حالياً، حسب نيويورك تايمز، إلى "صياغة علاقات أوثق مع جماعة الأخوان التي كان ينظر إليها في وقت من الأوقات على أنها تعارض المصالح الأمريكية". مشيرة إلى تأكيد الجماعة "أن مشرّعيها يريدون بناء ديمقراطية حديثة، تحترم الحريات الشخصية، وكذلك الأسواق الحرة، والالتزامات الدولية، بما ذلك معاهدة السلام مع إسرائيل، وفي الوقت نفسه تسعى الإدارة للحفاظ على علاقاتها العميقة مع الحكام العسكريين الذين نصبوا أنفسهم حراساً لطابع دولتهم العلمانية، حيث لم تهدد الإدارة صراحة بمنع المساعدة العسكرية لمصر والتي تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار سنوياً".

واللافت للانتباه أن هذه الالتزامات للإخوان هي ذاتها التي تعهد بها راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة التونسي(جماعة الأخوان المسلمين) قبل وبعد إجراء الانتخابات البرلمانية في تونس، ونصح الأخوان في مصر الحذو حذوه.