الأخ الكريم جعفر علي .
تقديري العظيم لوجودك في النادي حتى اليوم .فهذا يعني أن الجدية مازالت ممكنة ، و الرجولة لم تدخل متحف التاريخ بعد .
خلال متابعتي اللصيقة للحوار في الشأن المصري أدرك بوضوح أن المشكلة تكمن في طرح السؤال أكثر منها في الإجابات ، و الحضارة كما أراها هي السؤال ،و هنا تحديدا مشكلتنا . حاولت خلال أشهر طوال – حتى مللت و يأست - أن أطرح أسئلة مجدية حتى نرى القضايا من زوايا غير تلك المألوفة في حوار الطرشان في مصر و حولها ،و لكن بدون نجاح غالبا ، فكل زميل كأنه مشدود للغثاء المطروح في الساحات ب" أستك " أو " سوستة " تبذل جهدا خارقا كي تجعله يغير ولو قليلا أنساقه العقلية الفاسدة ،و لكن بمجرد أن تخليه - ولو كي تعطس- حتى يرتد سريعا إلى نفس المربع السابق ولا يغير شيئا أبدا . و كأنها لعنة إغريقية قديمة أن نغرق في جهلنا و بلاهتنا الإعجازية الفريدة . المدهش أن زملائنا العرب غرقوا معنا معتقدين أنهم مدعون إلى ميدان التحرير للتخلص من حسني مبارك و عسكره !، في ريبوتوار لا ينتهي إلا ليبدأ ،و حتى أن البعض صار من دراويش "أسماء محفوظ " وهي فتاة أراها رمزا مركزا لنوعية خاصة جدا من المصري الآن ،ولو كان نجيب محفوظ حيا لجعلها بطلة لرواية له ، هؤلاء دراويش أسماء و يهتفون خلفها بحماس " حسني مبارك عايز ايه .. عايزنا نبوس رجليه " ثم يختم هتافه الثوري ب " يافلول .. يا فلول .. أوعى تفطر من غير فول " ،و هكذا نصنع المستقبل جميعا إن شاء الله !.
ترددت أصلآ في قراءة الحوارات مع هيكل ، لهذا حفظتها في نسختها الإليكتروتية منقولة عن " الخليج " حتى تفرغت لها أمس ، و حاولت أن أشرك أصدقائنا في النادي في هذه القراءة . أعلم أن هيكل يقدم أحيانا شيئا من الذهب و لكن في أكوام هائلة من القش و التراب ، لهذا لابد من جهد كي يكون لهذا الوقت فائدة ، و لهذا وضعت نقاطا سريعة كمصابيح للإسترشاد .
الحوار من وجهة نظري يصلح سياجا أو قناة للحوار بحيث لا يطير في الهواء أو يتبعثر كقطرات الماء في الصحراء ،وهذا ما نفعله عادة . يبدوا أن الحوار أضحى متدني فوق ما اعتقدت ، حتى أن البعض لا يخجل من ترديد مايقرأه لصبية لا يتجاوز عمرهم 15-16 سنة على الفيس بوك و تويتر .يا صديقي هل تعلم أن 50-60% من الأخبار المنشورة في الصحف المصرية المعروفة مفبرك كلية بلا أي أساس ،و حتى عندما يتضح زيفها يرفضون الإعتذار او التنويه لذلك !.
كل نقطة مما طرحنا يصلح للحوار و لكن بشرط بذل الجهد و التفكير ، فلا ينط لي واحد يهذي بأشياء مثل " زحفطون " أو أن ستائر ممنوعة من الصرف أو غيرها من تفاهات لزملاء يتبارون في البلاهة .
شخصيا لا أتوقع خيرا أو مشاركات جادة فلم يعد أحد يفكر – سوى من غضب الله عليه و جعله مفكرا - بل يجتر المتاح كالسائرين نياما .
سوف أضع بعض التعليقات على النقاط التي أراها هامة كلما أتيح لي الوقت .
أتمنى ان يثير هذا الموضوع اهتمامك و تجد ما يدفعلك للمشاركة .