"إندبندنت": بعض أفراد الأقلية العلوية بسوريا يفرون من منازلهم خشية الانتقام
أ ش أ
18-2-2012 | 11:35
خط اصغر
خط اكبر
111

عدد القراءات

تظاهرات الشعب السوري

ذكرت صحيفة الـ "إندبندنت" البريطانية اليوم السبت ، أن عددا من المنتمين إلى الأقلية العلوية في سوريا يلجأون الى الفرار من منازلهم والاختباء خشية أن تتم ملاحقتهم من قبل ثوار لديهم رغبة في الانتقام لاسيما في ظل سقوط كثير من المدن السورية تحت سيطرة مقاتلين ساعين إلى الاطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وحذرت الصحيفة - في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت - من مغبة ما وصفته " بتصدعات طائفية " باتت تشق طريقها على أرض الواقع في سوريا وتنذر بمزيد من إراقة الدماء وتغذيها إصرار الرئيس الأسد وهو من الطائفة العلوية على الزج ببلاده نحو الفوضى بدلا من الإقرار بهزيمته.
ونقلت الصحيفة عن إحدى السيدات السوريات المنتميات إلى الطائفة العلوية تدعى وفاء أحمد حين سئلت عن المجزرة الذي يرتكبها النظام السوري في مدينة حمص قولها في حالة من البكاء والذعر "إن القضية قضية وجود ...فحياتي مقابل حياتك : لذلك فإنني على أتم استعداد على أن يتم تسليحي وأن أقتل إذا ما سيضع هذا الخيار حدا لما يحدث حاليا."
وعزت الصحيفة البريطانية من جانبها، الخوف الذي يعتري السيدة وفاء وغيرها من السوريين العلويين إلى مخاوف تنتاب المنتمين إلى هذه الطائفة والدين المسيحي في سوريا بشكل عام بعد التوترات الطائفية التي شهدتها مصر وغيرها من الدول الربيع في أعقاب ثورة شعوبها للإطاحة بأنظمتها المستبدة، فضلا عن المصير المشئوم الذي لقاه أنصار العقيد الليبي السابق معمر القذافي حيث قامت الجماعات المسلحة في ليبيا بإنزال أقصى عقوبة على كل من يعتقدون أنهم من الموالين للقذافي .
وقالت صحيفة " الإندبندنت " ، إن المجتمع السوري يتألف من نسيج دقيق يضم في طياته ديانات مختلفة، مشيرة إلى أن المنتمين للطائفة السنية في سوريا يشكلون ما يفوق على نحو70% من إجمالي تعداد سكان سوريا البالغ عددهم 22 مليون نسمة غير أنهم عانوا على مدار عقود كثيرة من إقصاء عن أي مناصب عليا من قبل أفراد أسرة الأسد العلوية والتي تشكل نحو 12% من تعداد سكان سوريا إلى جانب مزيج من المنتمين إلى الدين المسيحي والدروز.
وفي ختام تعليقها، أشارت الصيحفة إلى أنه على الرغم من أن العديد داخل قوى المعارضة السورية يسعى حثيثا للحفاظ على سلمية ثورتهم، غير أن التقارير التي وردت على لسان مسئولين أمريكيين تفيد بأن متطرفين ينتمون إلى السنة ومقاتلين من تنظيم القاعدة يدخلون سوريا عن طريق العراق تأجج المزيد من المخاوف وتعزز من الرواية التي يروج لها النظام السوري بأن انتفاضة شعبه انتفاضة ذات طابع إسلامي فضلا عن شعور السخط والغضب الذي تسلل الى قلب العديد من المنتمين الى المذهب السني حيال العلويين نظرا لمحاباتهم للحكومة السورية حتى بعد الأعمال الوحشية والفظائع التي ارتكبتها .