مداخلة الأخ عاشق الكلمة استدعت لدي قضية مركزية هي أن أي انحراف أو فساد في القيادة المصرية خلال فترة مبارك لا تعني التشكيك في وطنية مبارك او القيادة العسكرية ، لا يقول ذلك سوى إنسان عصبي أو جاهل أو مجرد صبي من صبية المنتديات .بنفس القدر لا أشكك في وطنية حافظ الأسد او بشار الأسد او القذافي و غيرهم من الطغاة ، هذا يعني أن " الوطنية " وحدها ليست كافية كي يكون الوطني حاكما او طاغية أو متكسب !.
التخوين ممارسة ديماجوجية فاسدة و لكن هيكل يلجأ لها كأي صبي !. فعل ذلك مع السادات و يفعله مع مبارك ، و فعل ذلك كثيرا في زمن عبد الناصر و ضد أعدائه !. هنا أضع تحت الأنظار قضيتين .
1- محاولة هيكل التقليل من أهمية الضربة الجوية أثناء أكتوبر كعمل دعائي ، و حديثه عن حوار جرى أمامه بين السادات و أحمد اسماعيل علي ، كان هيكل يتحدث عن أنها مبارة رائعة متناسبة أنه اتهم السادات بالعمالة و الخيانة معا !.حتى لو صحت رواية هيكل لتلك المباراة الرائعة فهي لا تعني عدم اهمية الضربة الجوية . أذكر فقط عرضا و بسرعة أن التمهيد النيراني بكامل الطاقات النيرانية هو أسلوب سوفيتي تقليدي ،و مصر كانت في ذلك الوقت تتبع عسكريا المدرسة السوفيتية ، أي أن إشراك القوات في التمهيد النيراني غير مطروح أساسا للحوار ، فقط كيفية تطبيقه . دور مبارك في الضربة الجوية هو محوري بصفته قائد القوات الجوية و بنفس اهمية دور اي قائد لا أقل ولا اكثر .. المسئولية التامة نجاحا و فشلآ .
2- تقرير من " ويكيليكس " عن شكوى السفير الأمريكي من تحجر عقلية طنطاوي و إصراره على الإحتفاظ بتشكيلات قتالية كبيرة " مستوى الفرقة " ، ورفضه الفكرة الأمريكية بإعادة هيكلة القوات المسلحة لتناسب محاربة الإرهاب و ليس عمليات قتالية شاملة ، أي تشكيل على مستوى كتيبة و مجموعات قتال تعادل لواء . و نتيجة ان هذه نقطة فنية فاقبلوها هكذا .. الشرح يحتاج 2-3 ساعة ، مين هيدفع تمنها ؟!.هذا يعني أن العقيدة القتالية للجيش المصري لم تتغير .. عدو واحد هو إسرائيل بلا لبس او غموض ..
3- هل فهم احد الان لماذا يستهدف عملاء أمريكا الجيش المصري كما استهدفوا الجيشين العراقي و السوري ، هل فهم أحد لماذا يعتدي مرتزقة المال "الأمريكي - الإسرائيلي" على القوات المسلحة أم على العقول أقفالها ؟.