بقلم / احمد فرج على

جريمة الدكتور محمد سليم العوا التى تحاكمه عليها الأن القنوات الفضائية والنخب السياسية أنه كان واحداً من قلة قليلة إنتقدت المجلس العسكرى على قراراته الخاطئة فى الوقت الذى كانت النخب السياسية والفضائيات تشن هجوماً لا هوادة فيه على الجيش المصرى والفارق بين الإثنين كبير وخطير .

فعندما تريد أن تنتقد المجلس العسكرى بإعتبارة السلطة السياسية الحاكمة فأنت تنتقد القرارات التى يصدرها , فتبين وجه الخطأ فيها وتقدم البديل الذى يحقق المصلحة ويجنبنا المفسدة وهذا ما كان يفعله الدكتور سليم العوا .

ولكن عندما يكون هدفك هو الهجوم على الجيش المصرى كمؤسسة فإنك تهاجم الأشخاص لا القرارات تشكك فى إخلاصهم ووطنيتهم ونواياهم وتعمل على إثارة المشاعر ضدهم وهو ما تقوم به الأن النخب السياسية ومن والاهم من إئتلافات وحركات تسير فى ركبهم وتنتهج نهجهم

لقد خدعونا فى البداية بقولهم إنهم ضد المجلس العسكرى كسلطة سياسية للبلاد ولكنهم ليسوا ضد الجيش المصرى

فهل الحديث عن العمل من أجل الفصل بين الجيش وقياداته حتى يحدث تمرد داخل الجيش المصرى هو إنتقاد للمجلس العسكرى على سياساته أم هو محاولة لهدم الجيش المصرى من الداخل .

هل وصف الجيش المصرى أقدم جيش فى العالم بأنه كتائب طنطاوى هو إنتقاد للمجلس العسكرى على سياساته أم تشويه للجيش المصرى ولدوره على مدار التاريخ .

هل إستخدام الأطفال وتعبئتهم ضد الجيش هو إنتقاد للمجلس العسكرى على سياساته أم هو محاولة لخلق جيل جديد فى مصر يكره الجيش المصرى ويرفض الخدمة فيه

لقد تعرض الدكتور سليم العوا للهجوم من كتائب التخوين التى منحت لنفسها الحق فى تخوين كل من يخالف سياستها فخونت من يتعاون مع الجيش من أجل الخروج بالبلاد من المرحلة الإنتقالية إلى دولة المؤسسات الدستورية وكأن المطلوب من الرئيس القادم أن يعلن أنه سيقطع العلاقات مع الجيش المصرى ويعلن الحرب عليه .

كيف يكون التعاون مع الجيش المصرى والمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد جريمة يهاجم عليها مرشح للرئاسة وكأننا نختار رئيساً لإسرائيل وليس مصر أهم شرط فيه أن يكون معادياً للجيش المصرى وليس لو سوابق فى التعاون معه .

يحدث هذا فى الوقت الذى تمنح فيه تلك النخب والقنوات صكوك الوطنية للمنظمات والأفراد الذين يتعاونون مع الولايات المتحدة الامريكية من أجل خنق الإقتصاد المصرى لزيادة معاناة المواطنين البسطاء حتى يقوموا بثورة جياع وهم يعلمون أن ثورات الجياع لا تأتى إلا بأنظمة إستبدادية سواء كانت عسكرية أومدنية ولكنها أبداً لم تأتى بنظام ديمقراطى.

مصر تحتاج إلى رئيس على قدر المسئولية يستطيع أن يتعامل مع كافة أجهزة الدولة ويسخرها جميعاً للعمل من أجل نهضة وتنمية المواطن المصرى حتى نشعر جميعاً أن الثورة آتت بثمارها وليس رئيساً يقودنا إلى حرب أهلية بين مؤسسات الدولة فيستعدى المخابرات ويحارب الجيش ويدمر الداخلية حتى تمنحه الفضائيات لقب المناضل الثورى .