أول شي عيب يا رجل يا "مؤمن" أن تعير قوما بالفقر، فالمسيح قد ولد في مذود لفقره وفقر أمه.

نيجي للمهم،

الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم بوصفه رئيس دولة، قد أرسل سفارة ورسالة إلى كسرى، وصلك خبرها هاي شي؟
وأرسل غيرها إلى هرقل والمقوقس والنجاشي، وغيرهم.

لم أعلن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الحرب على الفرس والروم دون غيرهم، بل وأوصى بعدم غزو الحبشة "دعوا الحبشة ما ودعوكم"؟

ببساطة، لأنهما أعلنا الحرب، كسرى أعلن الحرب عن طريق عامله على اليمن، وهرقل أعلن الحرب عن طريق عامله على بصرى. الحالة الأولى بتوجيهه من يخطف محمدا أو يقتله، والثاني عن طريق قتل السفير.

هلأ الرومنسية تقتضي أن يتأمل محمد بغضب ممزوج بالحزن ما حدث، ثم يبتلع غضبه بكبرياء، ثم ينادي بوداعة اليمام، والواقعية تقتضي أن يرسل الجيوش لمن أعلنوا عليه الحرب ولا ينتظر أن يغزوه في عقر داره، وهذه هي سنة الحياة والدفع الذي قد سخر الله به الناس بعضهم لبعض لحفظ الأرض من الفساد.

المثنى قد أغار على دولة محاربة فعلا، ولم يغر على دولة معاهدة أو دولة لا شأن لنا بها، دولة قد سخرت بعض ولاياتها في جنوب دولتنا للهجوم على العاصمة، فكان أن انقلبت عليها تلك الولاية الجنوبة وصارت من دولتنا، ولا يكون من الحصافة بحال أن ننتظر هذه الدولة المعادية حتى تجهز الجيوش وتجمع الجموع وتهاجمنا وقد أبدت لنا العداء.