(02-23-2012, 08:32 PM)Rfik_kamel كتب:  [quote=نعم عزيزي فارس , نحن واثقون من رجاحة تفكيرنا , لكن أنا لا أعتقد أن معرفة حقيقة مايجري هو مهمة صعبة وأرجح أن النخبة تلك لم يعد بمقدورها أن تغطي وتتجاهل, فبالنسبة لليبيا قضي الأمر بسرعة وخدمت النخبة أسيادها ضمن الجدول الزمني الموضوع على الطاولة, أمابالنسبة لسوريا فمرور أحد عشر شهرا على الأزمة بدون تحقيق النتائج المرجوة للغرب سيخلق فوضى وململة لدى هذه النخب, مارأيك

أنت أمام مشكلة سياسية وأيدلوجية واستراتيجية أخي رفيق..لقد تجاوزت حتي عقول النُخَب..فأزمة سوريا وضعت الجميع في صراع مُبكر أمام قيمهم ومبادئهم..هذه المشكلةتتمثل محاورها في 3 محاور..

1-الرأي العام العربي وفي معظمه- وبفضل قناة الجزيرة والإعلام الخليجي برمّته- أصبح ينظر لقضية سوريا كأنها مذبحة يقوم بها النظام ضد شعبه..

2-ارتهان الوضع الداخلي للمعارضة الصِفرية والتي لا تتيح لأحد أن يسلك سلوك الحوار ..يعين ياإما غالب ياإما مغلوب..ودا للنظام والمعارضة علي حد سواء..

3-الشعب السوري نفسه والذي وبفِعل البلادة التي عاني منها من جراء الإستبداد لم يستطع التمييز بين ثورة إصلاحية نهضوية وبين تمرد عسكري مخرّب للبلاد..وقضية التأييد والمعارضة للنظام أصبحت رِهنا للسياسات الخارجية أكثر من الداخلية..

في الأولي أعتقد أن دور النُخب المثقفة سيقوي في المرحلة المُقبلة..ودا هايغيّر كتير من المفاهيم حول العمل الثوري في العقل الجمعي العربي..لذلك أنا من زمان باقول إن أزمة سوريا هي أزمة مفصلية..وسيتحدد منها كثير من المفاهيم العصرية والتي ستظهر الحاجة لإعادة صياغتها من جديد..إضافة إلي صناعة وعي عربي عن خطر الإعلام علي قضايا الرأي والدماء..وأكثر من سيكون ضحية لهذا التوجه هو الإعلام الإخباري الخليجي..فالإنقلاب عليه سيكون شديد فيما لو فشلت القوي الغربية والخليجية في إزاحة النظام وتهدئة الوضع في سوريا وليبيا..ودا أصبحت له مقدمات كثيرة فبغباء الأنظمة العربية قطعت كل ما يربطها بالنظام السوري..يعني هما اختاروا طريق المواجهة منذ البداية ودا كان لصالح النظام السوري الذي صنع إعلاما ووضعا إقليميا يعزز من ثقافة المؤامرة..

في الثانية أتي هذا الإشكال لصالح النظام السوري..لإن المعارضة الصِفرية في وقت الحرب هي لصالح الأقوي عسكريا..ولو كانت المعارضة أكثر حِنكة وذكاءا لأبقت علي هامش التواصل ولو بشعرة معاوية...شوف إيران بتعمل إيه مع الغرب وهاتعرف يعني إيه سياسة المعارضة الحقيقية..إيران أصبحت هي ثعلب السياسة في العالم وتفوقت بمراحل علي شتي الانظمة والمؤسسات الدولية في نجاح سياساتها..بيد أنهم نجحوا في الحصول علي مُرادهم في ظلّ تأمين قواهم الداخلية والخارجية ودا اللي عزز من قوة إيران علي المستوي الدولي...يعني لو كانت المعارضة السورية مُحنّكة لقضت علي نظام بشار الأسد في شهر واحد..ولكنهم بغبائهم وغباء الأنظمة التي تدعمهم ورطوا أنفسهم وشعبهم في بلوي لن ينساها السوريون..وستُدرّس في التاريخ أن هناك جماعة خرجت علي الشعب السوري وطالبت بالغزو الأجنبي لسوريا..وقتلت من الشعب السوري الكثير..وجلبت الإرهابيين من شتي بقاع العالم لقتل السوريين..

في الثالثة سيتحدد عليه قوة الأيدلوجيات الناشئة كإلاسلامية في مواجهة الأيدلوجيا القومية العتيّة..ودا هايكشف التوجه الرأسمالي للإسلاميين وسيُفشل برنامجهم النهضوي إذا لم يتخذوا قرارات صعبة تحد من انفراط العِقد الفكري والأيدلوجي الذي تعاني منه الكوادر..الآن أصبح الإسلاميون أكثر جهلا بالسياسة وبدروبها..وبالفِكر الإًصلاحي وأبعادياته..وكل اللي قرأوه علي مدي عشرات السنين لم يشفع لهم في صد غزوة الدماء التي اجتاحت ليبيا وسوريا..ودا أكيد هايعزز من قوة الصدام النفعي لدي أغلب مثقفي تلك الشريحة المهمّة...كل الكلام دا افتراضي في حالة فشل تلك الشرائح في سوريا وليبيا..أما في مصر وتونس فلها مجال آخر..معظمه يتعلق ببناء التحالفات واتباع سياسة التوافق الوطني..والتي بدأت أشم فيها رجوعا عن مبادئ التوافق والقيمة الديمقراطية...