(02-23-2012, 10:08 PM)نضال الأمير كتب: السؤال
هل ضحى الاسد بالحزب للبقاء على الكرسي وتحميله كل تبعات ما حصل ويحصل
ام الحزب ضحى بنفسه لبقاء حامي العرين وحبيب الملايين
لا هذه ولا تلك .
موضوع حزب البعث وتاريخه مع عائلة الأسد موضوع معقد وشائك ، وحتى لا أطيل في الموضوع سوف أوجز وجهة نظري الشخصية التي ربما قد تساعد في توضيح فهمي لتاريخ سوريا المعاصر في ظل البعث .
سأذهب مباشرة إلى تاريخ نهاية حزب البعث على يد الأسد الأب ، فهناك خلاف على التاريخ الذي انتهى فيه حزب البعث كحزب . بعضهم يقول أنه انتهى منذ تسلم الأسد الأب لمقاليد السلطة وإقصائه لمنافسه صلاح جديد . وللحقيقة لا أرى أن البعث انتهى في هذه المرحلة ، بل كان الموضوع عبارة عن صراع تيارات انتهى بانتصار أحدها .
أنا أرى أن البعث انتهى ومات سريرياً بعد مؤتمره القطري الثامن عام 1985 . لأسباب كثيرة منها ما يتصل بصراع السلطة الذي حصل مع الإخوان في مطالع الثمانينات والذي أدى ليس لإقصاء الإخوان عن الحياة السياسية وحسب ، بل تم ضرب كل الأحزاب المعارضة حينذاك وأخذت جميعها بجريرة الإخوان ، وبالتالي شعور الأسد الأب بأن الوقت قد حان لوضع حزب البعث على الرف فقد انتهت صلاحيته وانتفت الحاجة إليه . وهذا ما تؤكده الوقائع ، فبعد هذا المؤتمر لم يعقد ولا مؤتمر في حياة الأسد الأب .
طبعاً كثيرين منا قد لا يعلمون ما حصل داخل هذا المؤتمر ، ولكن من الواضح للجميع أنه بعد هذا المؤتمر تمت تصفية كل التيارات المعارضة للأسد الأب .
ومن ثم عقد المؤتمر القطري التاسع بعد وفاة الأب من أجل تعويم الأسد الابن . عن طريق تجديد شباب الحزب ، لكن السؤال المطروح كان ، أليس حرياً بنا أن نقيم الميت قبل تجديد شبابه ؟!
إذاً وجود حزب البعث كواجهة وديكور لم تتم التضحية به بالمعنى الحقيقي للكلمة . فماذا يعني أن يكون البعث هو القائد في الدولة والمجتمع ، والبعث كحزب كما أسلفنا ميت سريرياً . والجميع بانتظار إعلان شهادة الوفاة منذ سنوات مضت ؟! .
عزيزي ابن سوريا :
متفق معك فيما ذهبت إليه حول ملاحظاتك ، ويبقى أمر واحد لا بأس من توضيحه وهو ، لماذا أصر على أن أناقش هذا الدستور و أن أعريه رغم معرفتنا جميعاً بأنه ليس أكثر من حبر على ورق ؟!
لماذا أصر على ممارسة هذا الترف (كما يسميه البعض) ؟!
اسمح لي أن أترك جوابي إلى مداخلة قادمة بسبب تأخر الوقت لدي
تحياتي لك .