عزيزي Blue Diamond،
عزيزي خالد،
قبل عدة اعوام وقع بين يدي كتاب لتعليم التربية الاجتماعية في المدارس التابعة لدائرة المعارف الفلسطينية و التي كانت تدار من قبل الانتداب البريطاني على فلسطين قبل اكثر من ٦٠ عاما، و جاء في احد ابوابه تعريف للتقدم: لا يقاس التقدم بالتطور العلمي و التقدم التكنولوجي، بل يقاس بمدى احترام القيم الانسانية، و بكيفية معاملة الانسان كانسان*!
فامريكا مثلا ليست متقدمة حضاريا لان لها حاملات طائرات في البحر، او لان تكنولوجيا الطب لديها تستطيع توظيف الخلايا الجذعية في صناعة الاعضاء البشرية او لان لديها كيمياء تحليلية متقدمة تستطيع ان تكشف عن الجريمة من شعرة واحدة تركها المجرم خلفه في مكان الجريمة او لأن لديها حاسبات الكترونية ضخمة تستطيع ان تحاكي و تتنبأ سناريوهات الطقس لما بعد ١٠٠ سنة، بل ان تقدم الولايات المتحدة و تحضرها يكمن في امكانية ان يقاضي فيها اصغر عامل نظافة رئيس الولايات المتحدة و يجرجره الى المحاكم ان رأى انه اخطأ، و تقدمها منوط ايضا في اعتبار المواطن الامريكي مساو للاخر بشكل مطلق و ان كرامته غير قابلة للمساس و فوق كل اعتبار، يعني باختصار عظمة الولايات المتحدة تتلخص بمدى احترامها لحقوق الانسان! و عليه و بما ان الديمقراطية هي الوجه الاخر لنفس العملة التي وجهها الاول يكون حقوق الانسان، فانه لا مندوحة ابدا عن الديمقراطية للتقدم الحضاري!!!

* انظر الفرق الشاسع بين التعليم البريطاني في فلسطين قبل اكثر من ستين عاما، و بين التعليم ''الوطني'' اليوم، الذي يعزي التخلف العلمي و الحضاري الذي يلف المنطقة العربية الى ترك الناس لشؤون دينها، و يترحم على ذلك اليوم الذي كان هارون الرشيد يخاطب الغيمة فيقول: اذهبي و امطري اين شئتِ، فخراجك عائد الي!!!