العلماني
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
    
المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
|
RE: هل الديمقراطية لازمة لتقدم الأمم؟
(02-24-2012, 10:25 AM)Blue Diamond كتب: سؤال يحيرني بعد قراءة وسماع ومشاهدة أفكار العديد من الكتاب والمفكرين في بلادنا يؤكدون أن الدول العربية لن تنهض بدون الديمقراطية وحرية الفكر والتعبير.
ولكن من النظرة إلى الواقع في دول العالم تبدو لي هذه الفرضية التي يؤكد عليها مفكرونا بحاجة إلى المناقشة الموضوعية
فأكبر دولة دكتاتورية في العالم كله هي نفسها أكبر دولة نامية اقتصاديا في العالم اليوم وهي الصين
وهي دولة لا تدعي أنها ديمقراطية على الإطلاق فدكتاتوريتها صريحة وليست مقنعة
وإذا أخذنا دولا قابلة للجدال إلى جوارها مثل روسيا وكوريا الشمالية وإيران
أعتقد بأنه يحق لنا أن نتساءل لماذا تعتبر هذه الدول متقدمة اقتصاديا وعسكريا رغم كونها دولا دكتاتورية تقمع الإبداع وحرية الرأي لمواطنيها بل وتتدخل أحيانا في أدق تفاصيل حياتهم مثلما حدث مؤخرا في كوريا الشمالية بعد وفاة زعيمها كيم يونج ايل بأنها حكمت بالسجن على الكثير من المواطنين في معسكرات للعمل الاجتماعي كعقوبة لهم لأنهم "لم يحزنوا على الزعيم الراحل بالشكل الكافي".
ومثل الصين التي تتدخل في أدق تفاصيل سكانها وتحجب مواقع الإنترنت السياسية المخالفة لها بل إنها أحيانا تخفي أخبارا خطيرة وعالمية عن مواطنيها كما أخفت أخبار الثورة المصرية وثورة تونس تماما على الإنترنت عن ثلث سكان الكرة الأرضية في الصين خوفا من تقليد الصينيين لتلك الثورات الشعبية.
ورغم ذلك نجد أن الصين هي القوة الأكبر اقتصاديا وحضاريا بعد أمريكا وهي في صعود مستمر.
فلماذا يقول مفكرونا أن الديمقراطية وحقوق الإنسان أشياء لازمة لتقدم الأمم؟
وهل هذه المقولة حقيقية؟
ملحوظة: هذا السؤال لا يعني أنني أقف ضد الديمقراطية وحقوق الإنسان بل على العكس فأنا أرفض الحياة كمواطن صيني حتى وإن أصبحت بلدي هي أقوى دولة في العالم.
ولكنه مجرد تساؤل علمي لا غير، يحيرني ولا أجد له إجابة.
أعتقد بأن العالم أثبت خلال النصف قرن الماضي بأن الإنسان لا يستطيع أن يعيش دون حرية وكرامة. أو لنقل بأن "الحرية والكرامة" لكل إنسان هي حاجات أساسية لا يمكن الاستغناء عنها. لذلك فالتقدم الصناعي والتكنولوجي المذهل الذي حققته "الفاشيات والتوتاليتاريات" بأنواعها (فاشية، نازية، شيوعية) في النصف الأول من القرن العشرين لم يستطع أن يستمر بمعزل عن "حرية الإنسان وكرامته" في تلك الدول، وكانت النتيجة أفول نجم تلك الأنظمة واضمحلالها.
الديمقراطية (العلمانية الغربية الحديثة) هي أكثر نظام سياسي نعرفه - حتى اليوم - يحترم "حرية الفرد وكرامته". وبما أن "التجارب الانسانية الأخيرة" أثبتت أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش دون حرية وكرامة، لذلك "فالديمقراطية" هي "شرط أساسي" للعيش وبالتالي لتحقيق الاستقرار والأمان، الأمران اللذان يتيحان للإنسان أن يسعى إلى التقدم والنهضة بصورة أنجع.
هذا لا يعني أبداً بأن الديمقراطية سوف تعطينا "التقدم" خلال يوم أو يومين. ولكن هذا يعني أن "الديمقراطية" هي "شرط أساسي" في وضعنا على الطريق الصحيح للتقدم. أما الباقي فهو مرهون بشروط أخرى كثيرة تختلف بين مجتمع ومجتمع من "بنى تحتية" و"كفاءات" و"صيانة الديمقراطية" و"ظروف إقليمية" و"موارد بشرية" و"ثروات" إلخ.
واسلم لي
العلماني
|
|
02-24-2012, 06:29 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}