المساجد الثلاثة، والورق المكتوب عليه القرآن، كلها لا تساوي نقطة دم سفكت ظلما.

الله لم يرسل الدين ليبني كومة أحجار، بل أرسل الدين للإنسان، ولا إنسان إلا إن كان حرا مريدا عاقلا مختارا.

وحين يصير الإنسان ذليلا خانعا مقموعا، فلا قيمة لكل أحجار الدنيا، سواء أكانت في مكة أم القدس أم المدينة. بل لا قيمة للتكليف الشرعي الذي يشترط حرية الإرادة والاختيار، ولا قيمة للخلافة فكيف يكون الإنسان خليفة وهو مقهور؟

طبعا لا نبالغ كما يبالغ العلماني، يدفعه إلى ذلك غضب مما نحن فيه من وهدة، فالعوج سيبقى أكان للناس مساجد أم مراقص، والنهضة لا تقاس بعدد المراقص ولا عدد المساجد، بل بالإنسان.