لاستكمال الصورة سأضع بعض المداخلات لي و لآخرين .
.................................................

من القاهرة
آخر الحروب‏!‏
بقلم: د.عبد المنعم سعيد

رغم ما يبدو من انتقادي للأستاذ محمد حسنين هيكل‏;‏ فإن إعجابي به كمحلل سياسي دائما قائم‏,‏ كما أن فضله علي الأهرام وحتي مصر في أوقات عصيبة أمر سبق أن أشدت به حتي طالبت بمنحه قلادة النيل‏;‏
وبالتأكيد لم يكن هذا في ذاك الزمن من الأمور المستحبة التي تحمد. ولكن هذا التقدير أمر, وأخذ الأستاذ بالجدية التي يستحقها أمر آخر لأن في ذلك إضافة للسياسة في وطن وليس خصما منها. ومن انتقاداتي الكثيرة لرجلنا أنه أحيانا يأخذ عبارات ويحملها أكثر من طاقتها, وأكثر من ذلك يجعلها سرمدية أبدية حتي إنها تكاد تضع نهاية التاريخ.
من هذه العبارات ما شاع عنه من اقتطاف جملة في خطاب أرسله السفير حافظ إسماعيل إلي هنري كيسنجر في اليوم التالي لنشوب حرب أكتوبر والتي جاء فيها أن مصر لا تنوي تطوير الهجوم باعتبارها جملة لا تجوز استراتيجيا لأنها تنقل إلي الخصوم والأعداء توجها لا ينبغي أن يرفع عنه ستار. ورغم أن مصر طورت الهجوم فعلا بعد أسبوع واحد مما قالت, فإن العبارة ظلت في السجل ويجري ترديدها كلما حانت لحظة لاتهامات تقترب من الخيانة. ومن العبارات التي أخذها هيكل عن الرئيس السادات أنه قال ذات يوم أن99% من أوراق اللعبة في يد الولايات المتحدة, فأصبحت كأنها حكمة كل العصور, ولم يأخذ منها أن الأوراق المصرية تعددت بعد ذلك بعد عودة العلاقات المصرية السوفيتية, والمصرية العربية, خلال النصف الثاني من الثمانينيات, والخلافات والتوترات وحتي الأزمات التي نشبت بين مصر والولايات المتحدة والتي نعاشر آخرها الآن.
لذلك, ربما, لم يجد الأستاذ مشقة في أن يضع عبارة أن حرب أكتوبر سوف تكون آخر الحروب التي تخوضها مصر, ويجعلها جزءا مهما من المربع الحديدي, أو القفص الحديدي الذي تحبس مصر داخله, ومستقبلها رهين بالتخلص منه. دليل رجلنا أن مصر شاهدت بيروت العاصمة العربية تقع في يد الصهاينة ولم تحرك, وجرت حرب غزة علي مرمي البصر ولم تفعل شيئا, وربما لم يذكر قيام إسرائيل بضرب المفاعل النووي الكوري الشمالي علي الأرض السورية ولم تجد القاهرة داعيا للتدخل; وهكذا يسير المنطق. ولكن المعضلة هنا أن ذلك ليس جديدا, فقد ضربت إسرائيل غزة عام1955 ومات فيها34 ضابطا وجنديا مصريا ولم تفعل القيادة المصرية آنذاك شيئا, واحتلت أمريكا بيروت عام1958, وضربت قرية السموع الأردنية عام1966 والجنوب اللبناني في1968-1970 ولم يتحرك أحد. والبقية غدا.