القضية تتوقف عند تعريفك لكلمة " سلفية " وما هو المقصود والمأمول منها ، فإذا كنت تقصد بالكلمة معناها الحركي والمنهجي المتمثل بالجماعات السلفية التقليدية " الجهادية والعلمية " في هذا العصر ، فجماعة العدل والإحسان مختلفة جذرياً " في المنهج والفكر " عنهم بل وبعيدة عن الحركة السلفية بعد السماء عن الأرض وبعد المشرق عن المغرب ، وهم محسوبين منهجياً على التيار الصوفي ، فكما أنك تجد حركات سلفية سياسية مثل الجبهة الإسلامية للإنقاذ فإنك ستجد حركات صوفية سياسية مثل جماعة العدل والإحسان .

جماعة العدل والإحسان كان ينظر إليها على أنها " المدخل " نحو التشيع السياسي والعقدي في المغرب بسبب الفكر الوحدوي الذي تتبناه الجماعة وكذلك بعدها عن مهاجمة عقائد الشيعة بل ومدح الشيعة ومدح الإمام الخميني ولمرشد الجماعة عبد السلام ياسين كتاب بعنوان " رجال القومة والإصلاح " وفيه فصل بعنوان " رجال صدقو " يشيد فيه مرشد الجماعة بالخميني وبأئمة الشيعة أكثر من اشادة الشيعة أنفسهم بأنفسهم ، مع العلم بأنك ربما تجد مدحاً للشيطان نفسه في كتب السلفية وعلمائها ولن تجد مدحاً للخميني ، ولذلك هناك حرب فكرية وإعلامية شرسة جداً من قبل التيار السلفي ضد جماعة العدل والإحسان .

إما إذا كنت تقصد السلفية بمفهومها الإسلامي الشرعي " وهي فهم الإسلام كما فهمه سلف الأمة من الصحابة وأوائل التابعين " فهذا تقوله جماعة الإخوان بكل أفرعها في تعريف نفسها " دعوة سلفية .. وطريقة سنية ... وحقيقة صوفية .... وهيئة سياسية ... وجماعة رياضية ...وشركة اقتصادية ... وهيئة اجتماعية " وتقول به جماعة العدل والإحسان ومعظم حركات العمل الإسلامي ، بل إن الشيعة أنفسهم عندما يريدون إحياء فقه الإمام علي والأئمة فإنهم دخلو تحت باب " السلفية " بمفهومها الواسع ، فالسلفية كمصطلح عام أوسع من اختزاله في جماعة دعوية أو تيار وهابي منتشر .